إعداد - منيف خضير
اهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمرأة السعودية، وحرص على أن تأخذ حقها كاملاً في كافة مناحي الحياة، ومنذ أول يوم في البيعة المباركة للمليك والمرأة السعودية تسير باتجاه واحد نحو البروز في المجالات العلمية والطبية والأدبية لتقدم إلى العالم صورة مشرفة.
ففي مجال الطب والجراحة يبرز اسم هويداء القثامي وهي إحدى الكفاءات السعودية في مجالها حيث تحمل لقب استشارية جراحة القلب الأولى الوحيدة بالمملكة والشرق الأوسط، كما أن هناك أيضاً الدكتورة سلوى الهزاع التي تشغل منصب رئيسة قسم العيون واستشارية طب وجراحة العيون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض, وذلك منذ عام 1997م وهي أول سيدة سعودية تعين في هذا المنصب، وقد تولت أيضاً العديد من المناصب وحققت عدداً من الأولويات في مجال عملها منها على سبيل المثال عملها عضوة في المجلس التحريري لمجلة أمراض العيون الوراثية التي تصدر في أمريكا ممثلة لمنطقة الشرق الأوسط وفي المجلس التحريري لمجلة الشرق الأوسط لطب العيون, حيث أصبحت محررة مساعدة فيما بعد.
ومن الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين ما قامت بها الدكتورةوفاء محمد خليل فقيه استشارية امراض وجراحة النساء والولادة واستاذ مساعد بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بمحاولة زراعة أول رحم لسيدة سعودية فقدت رحمها قبل ست سنوات إثر عملية قيصرية وهي بذلك تفتح باباً مهماً في مجال واسع ليترجم إلى إنجاز طبي عالمي، أيضاً من الأسماء المهمة في تاريخ المرأة السعودية البرفيسورة سميرة إسلام التي حققت إنجازاً تاريخياً فهي قد حازت جائزة المرأة والعلوم من منظمة اليونسكو لعام 2000م.
والدكتورة إسلام هي أول سعودية حصلت على درجة الأستاذية في علم الأدوية.
وفي مجال الإنجازات العلمية يبرز اسم الدكتورة ثريا أحمد عبيد المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان وهي أول سعودية تم تعيينها رئيسة لصندوق السكان التابع للأمم المتحدة.. وهي أول فتاة سعودية تحصل على منحة من الحكومة لكل مراحل تعليمها الجامعية.. مؤكدة بذلك موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين ودعمها للمرأة السعودية، وممن يشار إليها باصبع التميُّز أيضاً البروفيسورة السعودية ثريا التركي الأستاذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حاصلة على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في (بركلي) عملت في التدريس بجامعة (هارفارد) الأمريكية ثم استاذة في جامعة (لوس أنجلوس) ثم استاذة في جامعة (جورج واشنطن) في بنسلفانيا كما عملت استاذة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجامعة الملك سعود بالرياض ثم استاذة جامعية في جامعة لبنان.. وأخيراً تعمل أستاذة في الجامعة الأمريكية في القاهرة.
وفي ذات السياق لا بد من الإشارة إلى الدكتورة إلهام صالح أبو الجدايل التي أحدثت ثورة في مجال خلايا الدم حيث تمكنت من اكتشاف طرائق لتحويل خلايا الدم من أشخاص بالغين إلى خلايا جذعية أصيلة وهذا الاختراع دخل حيز التنفيذ أثناء تواجد الدكتورة إلهام في أسكتلندا للقيام بأول تجربة للتقنية الجديدة في شفاء مرض سرطان الدم وذلك بالتعاون مع شركة كوفانس الأمريكية وشركة أخرى أسكتلندية متخصصة بصناعة الأدوية وقد نجحت الدكتورة أبو الجدايل الباحثة السعودية في ابتكار بديل لاستنساخ الأجنة للأغراض العلاجية من خلال استنباط ما يعرف بالخلايا الجذعية من خلايا أشخاص بالغين دون الوقوع في الورطة الأخلاقية التي تحيط باستنساخ الأجنة واستخدامها في الأغراض العلمية والعلاجية.
أما إذا تحدثنا عن بحوث الفضاء فلا بد من الإشارة إلى الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود أول سعودية تعمل في معهد بحوث الفضاء والاستشعار عن بُعد التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض (وهو المعهد الذي قاد تجربة إطلاق أول قمرين صناعيين سعوديين) وتعد أول دكتورة سعودية على مستوى المملكة في تخصص الجيومورفولوجيا التطبيقية.
وحري بمقالي هذا أن يُختم بكلمة خادم الحرمين الشريفين في 6 ديسمبر 1999 التي قال فيها: (المرأة السعودية مواطن من الدرجة الأولى ولها حقوق وواجبات ومسؤولية.. وعندما نتحدث عن التنمية الشاملة التي يمر بها بلدنا في جميع المجالات فلا نستطيع أن نتجاهل الدور المنوط بالمرأة السعودية ولا مشاركتها في المسؤولية عن هذه التنمية).