Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
استمرارا لجهوده الكريمة في حل أزمات العالمين العربي والإسلامي
خادم الحرمين رعى اتفاق المصالحة التاريخية بين الصوماليين

الجزيرة - القسم السياسي

قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرات تاريخية عدة لحل أزمات المنطقة، فصالح بين الفلسطينيين، وبين السودان وتشاد، وجمع بين العراقيين. واستمرارا لهذا النهج العربي الإسلامي الأصيل، رعى المليك المفدى في رمضان الماضي بقصر المؤتمرات بجدة مؤتمر المصالحة الوطنية التاريخي الذي شارك فيها الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد ودولة رئيس البرلمان آدم محمد نور ودولة رئيس الوزراء علي محمد جيدي ورئيس لجنة المصالحة الوطنية علي مهدي محمد وشيوخ القبائل وممثلو الفصائل وكبار الشخصيات الصومالية.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة ضافية رحب فيها بالقادة الصوماليين وهنأهم على اتفاق المصالحة التاريخية فيما بينهم. وشدد حفظه الله على ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق لاستمرار المصالحة. وفيما يلي كلمة خادم الحرمين الشريفين الضافية (بسم الله والحمد لله القائل في محكم كتابه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد القائل (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه). أيها الإخوة قادة الصومال الشقيق: يسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني، المملكة العربية السعودية، وأن أتقدم إليكم بخالص التهنئة على هذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق بالوصول إلى اتفاق مشرف ينقذ الصومال الشقيق من المأساة التي عانى منها عبر السنوات الطويلة الماضية. لقد عشنا معكم معاناتكم يوما بيوم، وشهرا بشهر، وسنة بسنة، باذلين كل جهد للوصول إلى حل، منفردين ومع الإخوة والأصدقاء، حتى منَّ الله علينا بفضله في هذا الشهر المبارك ويسر الوصول إلى اتفاق يسدل الستار على صفحة دامية مؤلمة، ويفتح الطريق أمام المستقبل المشرق -بإذن الله-. أيها الإخوة الكرام، إن الوصول إلى الاتفاق خطوة أولى ولا بد أن يعقبها التزام كامل ببنوده وأحكامه، وعمل جاد لوضعها موضع التنفيذ، وإنني متفائل بأنكم قادرون - بعون الله- على أن تجعلوا الاتفاق فجرا لعهد جديد يحمل الأمن والازدهار لأبناء الصومال الشقيق ويعزز السلام والمودة بين الصومال وجيرانه. أتمنى لكم إقامة طيبة، وعودا حميدا غانما، وأرجو أن تنقلوا تحياتي وتحيات الشعب السعودي إلى كل أبناء الشعب الصومالي العزيز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(وبدوره ألقى الرئيس الصومالي كلمة عبر فيها عن احترام الصومال حكومة وشعبا بقادة المملكة وشعبها، وشكر خادم الحرمين الشريفين على رعايته المصالحة معتبرا إياها طوق النجاة للشعب الصومالي. وقال: (إنني باسمي وباسم الشعب الصومالي وحكومته أحمل لكم ولآل سعود والشعب السعودي الشقيق كل آيات الحب والإجلال والتقدير لما قدمتموه لنا من مساعدات أخوية سخية أتتنا في وقت كانت الحاجة إليها ماسة وملحة وضرورية.. فقد كانت طوق النجاة لإنقاذ الغريق الذي يتفرج عليه الجميع ولا من مغيث).

وأكد فخامته أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصومال هي علاقة دم ودين وهي علاقة انتماء وعلاقة تاريخ أزلية (تجمعنا فيها إرادة الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء، كما يجمعنا الدين الإسلامي الحنيف والجوار والمصير المشترك وكل وشائج القربى الحميمة). وقال (نحن إذ نتطلع إلى إعادة البناء والتعمير للمدن والمدارس والمعاهد والجامعات والبنى التحتية والإدارية التي تهدمت فإننا -بعون الله- تعالى وبمساعدة كل جهود أبناء الشعب الصومالي سنتغلب على جميع الصعاب لنجعل من الصومال بلدا جميلا وقويا ضد الإرهاب والفئات الضالة).

وأضاف قائلا (أخي خادم الحرمين الشريفين بحمد الله تعالى وتوفيقه قامت بعض الدول الإفريقية التي استجابت لمساعدتنا دون قيد ولا شرط وبالاتفاق مع الاتحاد الإفريقي من منطلق تفهمها للخطر الذي يهددنا ويهددها في آن واحد، ولمعرفتها بالأخطار التي يمكن أن تنتج من أمثال هؤلاء الخوارج لو استولوا على الصومال لا قدر الله وتمكنوا من وأد الحكومة الوليدة فإن وجود هؤلاء الخوارج سيكون بالتالي وبالا على الأمة الإسلامية والعربية والإفريقية والأسرة الدولية، لذا ومن باب الحذر ومن باب أن الوقاية خير من العلاج وقفت تلك الدول إلى جانبنا بعد أن طلبنا مساعدتها بصفة رسمية ولهم منا الشكر الجزيل). وتابع فخامته (إننا في هذا الإطار ولتعزيز عملية المصالحة الوطنية الشاملة سعيا لتحقيق السلام والاستقرار وإعادة بناء وطننا على أسس وطنية راسخة فإننا ندعو من هذا المنبر إلى إرسال قوات عربية إفريقية مشتركة تحت قيادة الأمم المتحدة لتتولى هي مسؤولية حفظ السلام والأمن في الصومال. ونأمل من جميع الإخوة الصوماليين دعم هذا النداء). وأكد فخامة الرئيس الصومالي أنهم استطاعوا بتوفيق من الله -عز وجل- إقامة مؤتمر كبير ومهم للمصالحة الوطنية من القاعدة إلى القمة ومن القمة إلى القاعدة، ولبى النداء الذي وجهته الدولة إلى كل أبناء الشعب الصومالي كل زعماء العشائر ونوابهم وكل الرجال والنساء ورجال الأعمال والسياسيين والشباب ورجال الدين الشرفاء والمثقفين ولفيف من المغتربين الصوماليين. وبين أن تعداد المشاركين بلغ نحو 3000 شخص من بينهم بعض الفئات التائبة من الضالين الذين استولى على عقولهم بعض المضلين المنحرفين عن الشريعة الغراء.

وقال فخامته (أخي خادم الحرمين الشريفين لقد نجح المؤتمر نجاحا باهرا ومنقطع النظير بحمد الله تعالى وتوفيقه والدليل على ذلك هو وجود هذه الجموع التي لبت دعوتكم الكريمة لأداء العمرة في بيت الله الحرام والسلام عليكم والاستماع والإصغاء إلى نصائحكم وتوجيهاتكم السامية، لكي يقسم الجميع أمام الله وأمامكم على ما اتفقوا عليه في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد ولأول مرة في داخل البلاد وليس هذا فحسب وإن ما تقع أهمية هذا المؤتمر بأنه عقد في العاصمة مقديشو التي كانت عبارة عن عش الدبابير للفئات الضالة والمضلة الذين سينصرنا الله عليهم -بعون الله- وبتكاتف الجماهير الصومالية العريضة مع قواتها المسلحة ومع القوات الصديقة التي لبت دعوتنا).

وأضاف فخامة الرئيس عبدالله يوسف أحمد يقول (لقد قرر أعضاء مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية أن يستمر المؤتمر وأن ينعقد في الريف والبادية والقرى والنجوع النائية حتى تصل قراراته وتوصياته إلى جميع أبناء الشعب الصومالي وذلك يتطلب جهدا ماديا ومعنويا نرجو أن تسهموا معنا فيه كما عودتمونا دائما). وقال (أخي خادم الحرمين كلنا أمل أن يكون الصومال نصب أعينكم وفي قلبكم وعقلكم باعتباره امتدادا وعمقا للمملكة العربية السعودية، إذ إن أمننا هو أمنكم وأمن اليمن وأمن دول الخليج كافة وأمن مصر والجزائر والمغرب وعليه فإننا نعلق آمالا عراضا عليكم وعلى هذه البلدان الشقيقة لدعم وتعزيز أمن واستقرار الصومال وحمايته من المعتدين والعابثين بمقدرات الشعب الصومالي ليكون الصومال مجددا سياجا استراتيجيا لأمن المنطقة وعامل استقرار ورافدا لتقدم شعوبها).

ولقد لاقت جهود خادم الحرمين الشريفين في سبيل الوصول إلى الاتفاق ترحيبا دوليا كبيرا، وإشادة بالدور السعودي في ذلك، فمن جهته أشاد منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا بالدور الذي اضطلع به خادم الحرمين الشريفين في التوصل إلى توقيع اتفاقية جدة حول الصومال. ونوه سولانا بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بنعبدالعزيز ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية التي أثمرت في التوصل إلى اتفاق بالغ الأهمية حول الصومال. وأوضح سولانا أن هذا الاتفاق يسمح بالفعل وفي أقرب فرصة ممكنة بالدخول في مرحلة جديدة لمصالحة كافة مكونات الشعب الصومالي.

وأضاف البيان: وفي وقت تتقدم فيه إفريقيا على طريق السلام فإنه يجب إحاطة الصومال بالاهتمام والحرص الضروري.

من جانبه أشاد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية بالدور القيادي والمميز الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين على المستوى الإقليمي والدولي، وبجهوده المخلصة لتعزيز وتدعيم اللحمة العربية والإسلامية، مُرحباً في الوقت نفسه باتفاقية المصالحة الصومالية برعاية كريمة من الملك عبدالله.

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن أمله بأن يكون هذا الاتفاق بداية حقيقية وجادة لعهد جديد ومشرق ينهي معاناة الشعب الصومالي الشقيق ويعيد بناء صومال المستقبل من خلال تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في ربوعه، ويعزز السلام بين الصومال وجيرانه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد