ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى الثالثة لمبايعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، فنحن لا نتحدث عن رجل بدأ حياته السياسية في هذا التاريخ...
وإنما الملك عبد الله وهو خريج مدرسة القائد الفذ الملك عبد العزيز، المدرسة التي خرَّجت الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد - رحمهم الله جميعاً - وعندما تولى زمام الأمور - أيده الله - في هذه البلاد بعد رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - لم يكن جديداً على الحكم وممارسة السياسة، بل إنه منذ بواكير شبابه دأب على الاستفادة من مجالس الحكم للقائد والمؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي تفانى في خدمة هذه البلاد وتلميذا نجيباً من خلال توجيه المؤسس، حيث قام بالعديد من المهام فأبدى نجاحاً ونبوغاً واضحين، مما أعطى إخوته الذين تولوا القيادة الثقة به، فعينه الملك سعود - رحمه الله - رئيساً للحرس الوطني الذي بفضل الله ثم بما يتمتع به من رؤية ثاقبة للأمور وإدراكه الواضح للتقدم الحضاري الذي يشهده العالم، حوَّل الحرس الوطني من مجموعة أفواج إلى مؤسسة عسكرية بتنظيم وتدريب وتجهيز لكل الوسائل الحديثة والمتطورة من تقنيات وأسلحة، وفي عهد جلالة الملك خالد - رحمه الله - عينه إضافة إلى مهامه كرئيس للحرس الوطني، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وعند مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - بويع - حفظه الله - ولياً للعهد، فكان نعم العون لأخيه، وقد واكب خلال هذه الفترة أحداثا مفصلية في تاريخ المملكة الحديث التي كان لها أثر كبير على المنطقة والعالم أجمع، وبحكم مركزه وما يتمتع به فقد كان فاعلاً ودوره بارزا في هذه الأحداث.
وفي 26 جمادى الاخرة من عام 1426هـ بويع ملكاً على البلاد، فكان يوماً مشهوداً يوضح لكل ذي بصيرة ما يكنه هذا الشعب من ولاء وطاعة لله - عز وجل - ثم لولاة أمر هذه البلاد الغالية، وما يتمتع به - حفظه الله ورعاه - من محبة في قلوب شعبه، مبادلهم حباً بحب وعطاءً بعطاء، فكانت أولى مكارمه زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، مما كان له الأثر الكبير في نفوس ومعنويات المواطنين، ولإيمانه بأن التنمية الحقيقية هي تنمية الإنسان فقد أخذ على عاتقه تبني ما يمكن أن يسمى ثورة تعليمية، فأسس العديد من الجامعات والكليات التقنية، والمعاهد التعليمية في مناطق المملكة المختلفة، ولما يتمتع به - حفظه الله - من رؤية استراتيجية عميقة، فقد كان حريصاً على جلب التقنية المتطورة، وجعل المملكة في مصاف أكثر الدول تقدماً وحضارة.
ولما كان الجانب الاقتصادي هو عصب الحياة لكل مجتمع ودولة أولى - حفظه الله - عناية خاصة بالمشروعات الاقتصادية من إنشاء بنية تحتية، وفتح المدن الاقتصادية، وتهيئة بيئة ملائمة لجذب الاستثمار من الداخل والخارج، فخلال عهده - حفظه الله - تم افتتاح المدن الصناعية والاقتصادية في العديد من مناطق المملكة، وبتوجيهاته - أيده الله - قامت الدولة بدعم المشروعات العملاقة في الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، ومشروعات أرامكو السعودية، التي تشكل - بإذن الله - ركيزة اقتصادية تعتمد عليها البلاد بعد الله في استمرار نهضتها.
وفي الختام نسأل الله - عز وجل - أن يحفظ هذه البلاد تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي