بريدة - بندر الرشودي
ضمن خطوات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني التطويرية، بدأ فريق الدراسة المكلف بدراسة التقويم الشاملة بتنفيذ دراسة التقويم الشاملة للمركز، والتي تأتي ضمن مساعي القائمين على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، لتقييم أنشطته وفعالياته والمنجزات التي حققها المركز خلال الأربع سنوات الماضية، فقد هدفت أنشطته وفعالياته إلى ترسيخ مبدأ الحوار والتفاهم ونبذ العنف والاختلاف، إذ كانت نقلة كبيرة في ترسيخ مفهوم الحوار والتفاهم في المجتمع السعودي. حيث قام خلالها المركز بتنظيم سبعة لقاءات للحوار الوطني تناولت قضايا الوحدة الوطنية، والغلو والتطرف، والمرأة وحقوقها وواجباتها، والموقف من الآخر، والشباب الواقع والتطلعات، والتعليم الواقع وسبل التطوير، ومجالات العمل والتوظيف، كما ساهم المركز بجهود إيجابية في نشر ثقافة الحوار في المجتمع عبر برامج تدريبية شملت أكثر من 25 ألف مستفيد ومن خلال تدريب ما يزيد على 300 مدرب معتمد في مجالات الحوار وآدابه، إضافة إلى إصدار العديد من المطبوعات المتخصصة في مجال الحوار وآدابه وكذلك دعم البحوث والرسائل العلمية ذات الصلة. كما يقوم المركز بعقد الشراكات واتفاقيات التعاون مع عدد من الوزارات والجامعات والهيئات رغبة في ترسيخ مفاهيم الحوار وتحويله إلى سلوك ممارس في المجتمع السعودي
حيث تقوم دراسة التقويم الشاملة هذه على أربعة محاور رئيسة هي:
المحور الأول: قياس وعي المجتمع بشكل عام بدور المركز وأنشطته، من خلال:
قياس نسبة وعي شرائح المجتمع التي لم يسبق لها التواصل مع المركز بدور المركز وأنشطته، قياس نسبة الرضا العام عن أنشطة المركز، تحديد أهم البرامج والفعاليات الأكثر قبولاً لدى المستهدفين، تحديد تطلعات شرائح المجتمع المستقبلية لأعمال المركز، تحديد تطلعات شرائح المجتمع بشكل عام من لقاءات الحوار الوطني، تحديد ما تحقق من أهداف المركز وما لم يتحقق في ضوء معطيات عناصر هذا المحور.
المحور الثاني: تقويم منجزات المركز خلال الأربع سنوات والتي تتمثل في:
لقاءات الحوار الوطني السبعة، برامج المركز التدريبية، إنتاج المركز العلمي والبحثي، الاتفاقيات التي أقامها المركز مع الجهات الحكومية والخاصة المختلفة.
حيث سيتم تقويم هذه المنجزات من خلال مدى أهميتها لكل من:
المواطن العادي، الجهات الحكومية، صانعو القرار الإداري في الدولة، مؤسسات المجتمع بكافة مجالاتها.
المحور الثالث: تحديد الاتجاهات المستقبلية لبرامج وأنشطة المركز، والتي تشمل:
تحديد البرامج والأنشطة الحالية التي سيستمر فيها المركز بناء على عملية التقويم السابقة، تحديد الأعمال الإضافية التي يمكن أن تسند للمركز بالإضافة لأدواره الرئيسة، وذلك لزيادة الاستفادة من مصادره الإستراتيجية، تحديد الآليات التي يمكن العمل بها في أعمال المركز، وتعديل ما يلزم منها بما يتوافق مع اتجاهات المركز المستقبلية.
المحور الرابع: قياس أثر البرامج التدريبية للمركز، من خلال:
تنمية الوعي الحواري لدى المستفيدين، أثر تلك البرامج التدريبية في الحياة العملية - العلمية للمتدربين.
هذا وقد صرح معالي أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن معمر بأن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يحظى بمتابعة واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - كأحد الدواعم المهمة في ترسيخ ثقافة الحوار في مجتمع المملكة بمختلف مناطقه وأطيافه. ومن هذا المنطلق كان المركز يسعى دائماً لتطوير ما يقدمه من أعمال وفعاليات سعياً لتحقيق الأهداف التي من أجلها أنشئ. حيث قام المركز بأعمال تطوير متنوعة، لعل من أبرزها الاتفاق مع جامعة القصيم ممثلة بفريقها البحثي للقيام بعملية التقويم الشاملة، والتي نطمح أن تكون مقدمة لأعمال تطويرية أخرى سيشهدها المركز، مؤكداً أن المركز يسعى دائماً للاستفادة من الخبرات الوطنية والعالمية المتاحة في سبيل تطوير قدراته التفاعلية مع شرائح المجتمع.
الجدير بالذكر أن الدراسة سوف تستمر لمدة 12 شهراً، موزعة على خمس مراحل، بدأت المرحلة الأولى في 15- 5-1429هـ وسوف تستمر حتى 25-9-1429هـ، وتشمل دراسة بيئة المحاور الدراسية الخمسة، وفحص الوثائق ومراجعة الأهداف ومطابقتها لواقع المركز ومنجزاته. وتأتي بعد ذلك المرحلة الثانية التي تستمر 4 أشهر، ابتدأ من 15-10- وحتى 29-1-1430هـ، والتي تشمل خمس ورش عمل في خمس مناطق رئيسة (الرياض، جدة، الدمام، أبها، القصيم) بالإضافة إلى استخدام آليات المقابلات، والملاحظة. وبعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة التي تستغرق شهراً واحداً، تبدأ من 1-2- وحتى 1-3-1430هـ، وتشمل التعرف على أثر البرامج التدريبية في تنمية الوعي الحواري لدى المتدربين، لتأتي بعد ذلك المرحلة الرابعة التي تستغرق شهراً ونصف الشهر، تبدأ من 2-3- وحتى 17-4-1430هـ، وتشمل وضع تصور مقترح للاتجاهات المستقبلية والأنشطة والفعاليات المأمولة من مركز عبدالعزيز للحوار الوطني. وأخيراً تنتهي الدراسة بالمرحلة الخامسة التي تستغرق 27 يوماً، ابتداءً من 18-4- وحتى 15-5-1430هـ، وتشمل كتابة التوصيات والمقترحات، وعرض نتائج الدراسة النهائية على مجلس أمناء المركز.
كما أكد عدد من الأكاديميين على إيجابية نتائج الدراسة بالنسبة للمركز حيث إن فريق هذه الدراسة يضم خبرات وطنية وخارجية متنوعة من جامعات المملكة وخارجها. حيث يضم الفريق أعضاء باحثين من جامعة القصيم وجامعة الملك عبدالعزيز و جامعة الملك سعود .