الرياض - «الجزيرة»
قال تقرير اقتصادي إن اقتصاد المملكة العربية السعودية يعد واحداً من أسرع الاقتصاديات توسعاً في المنطقة بمعدل نمو اقتصادي حقيقي بلغ 5% خلال خمس السنوات المنصرمة مقارنة بمعدل نمو بلغ 1.4% في العقد الماضي. وتلعب الحكومة دوراً مهماً في استثمار إيراداتها النفطية المرتفعة في البنيات التحتية المختلفة. ونتيجة لذلك، فقد ظل الطلب على الإسمنت في ارتفاع مستمر خلال السنوات الماضية. وتأتي إسمنت السعودية وإسمنت اليمامة وإسمنت الجنوب في صدارة قطاع الإسمنت السعودي من حيث القيمة السوقية. فهذه الشركات الثلاث تستحوذ على أكثر من نصف إجمالي رسملة الشركات الثمانية المدرجة في قطاع الإسمنت كما في 25 يونيو2008م.
وقد بلغ إجمالي طاقة إنتاج الإسمنت والكلنكر لهذه الشركات الثماني مجتمعة 32.90 مليون طن و28.5 مليون طن على التوالي في عام 2007م. وتعد شركة إسمنت اليمامة، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية من الإسمنت والكلنكر 6.30 مليون طن و6 ملايين طن على التوالي، أكبر شركة للإسمنت من حيث الطاقة الإنتاجية وثاني أكبر منتج للإسمنت في البلاد. وقد بلغ إجمالي إنتاج الإسمنت للشركات الثمانية المسجلة في سوق الأسهم السعودي 30.28 مليون طن في عام 2007، بارتفاع بلغ 12% مقارنة بحجم الإنتاج في عام 2006. وينشأ معظم الطلب على الإسمنت من المناطق الوسطى والشرقية والغربية. وأشار التقرير الذي أصدره مصرف الراجحي إلى ارتفاع إجمالي صادرات الإسمنت من المملكة إلى 3.57 مليون طن في عام 2007، من 1.67 مليون طن في عام 2006. وفي الوقت الراهن يبلغ مجموع عدد شركات الإسمنت التي تقوم بتصدير الإسمنت من المملكة خمس شركات.
ومن مجموع هذه الشركات الخمس، تعد إسمنت السعودية وإسمنت المنطقة الشرقية هما الشركتان الرئيسيان لتصدير الإسمنت إذ بلغت صادراتهما 1.15 و1.12 مليون طن على التوالي في عام 2007م. والجدير بالذكر أن الحكومة حظرت مؤخراً تصدير الإسمنت على إثر الشكاوى المتصاعدة من قبل المقاولين والأفراد بأن تجار الإسمنت يقومون بتخزينه من أجل التصدير لجني أرباح أكثر. من جانب آخر، تجدر الإشارة هنا إلى أن واردات المملكة من الإسمنت والكلنكر في عام 2007 كانت ضئيلة جداً.
وحول الأداء المالي لشركة إسمنت اليمامة قال التقرير.. شهدت شركة إسمنت اليمامة ارتفاعاً مطرداً في مبيعاتها وأرباحها خلال السنوات القليلة الماضية نظراً للبدء في إقامة مشروعات جديدة في قطاع المساكن بشكل منتظم كما أن الحكومة ظلت تنشئ بعض المشروعات الصناعية الضخمة لتطوير البنية التحتية في المملكة. وفي عام 2007، شهدت شركة إسمنت اليمامة نمواً بنسبة 24.77%، حيث ارتفعت إيراداتها وصافي أرباحها إلى 1.186 مليون ريال و731 مليون ريال على التوالي في نهاية عام 2007. ويعزى هذا الارتفاع في الأرباح إلى الزيادة في حجم مبيعات الشركة عقب تدشين العمل في خط إنتاجي جديد. وقد انخفضت نسبة المصروفات إلى المبيعات في الشركة إلى 3.38% في عام 2007، من 3.79% في عام 2006م. ويشير ذلك إلى مستوى الكفاءة التشغيلية للشركة وسعيها الدؤوب لخفض المصروفات. هذا وقد ارتفع ربح السهم للشركة لعام 2007 إلى 5.42 ريال، من 4.45 ريال في عام 2006م.
خلال عام 2007، قفز إنتاج شركة إسمنت اليمامة من الكلنكر بنسبة 51% ليصل إلى 4.27 مليون طن في العام مقارنة بحوالي 2.84 مليون طن في العام 2006م. علاوة على ذلك، فقد وصل إنتاج الشركة من الإسمنت إلى 4.65 مليون طن في العام، من 3.85 مليون طن في العام في 2006م. وقد كان ذلك يعزى إلى رفع طاقة إنتاج الكلنكر للشركة بمقدار 10.000 طن في اليوم. وفي الوقت الراهن، تبلغ طاقة إنتاج الكلنكر لشركة إسمنت اليمامة 6 ملايين طن بينما تبلغ طاقة إنتاج الإسمنت 6.3 مليون طن. وبالنظر إلى المستقبل، فإنه من شأن التوسع في الطاقة الإنتاجية للشركة أن يحقق للشركة مزيداً من وفورات الحجم مما يتيح لها المحافظة على هوامش أرباحها. إننا نعتقد أن الارتفاع في حجم الإنتاج سيؤدي بدوره إلى زيادة إيرادات وأرباح الشركة إلى مستويات أعلى خلال السنوات القادمة.
وأشار التقرير إلى مؤثرات مهمة على قطاع الإسمنت وهي:
مع تزايد نشاطات الإنشاءات والعقارات في المملكة ودخول لاعبين أجانب جدد، فإنه من المرجح أن يرتفع مستوى المنافسة بين شركات تصنيع الإسمنت العاملة حالياً في المدى البعيد، وبالتالي انخفاض هامش الربحية.
حقق مؤشر قطاع الإسمنت السعودي عائداً جيداً بنسبة بلغت 20.17% خلال السنة الماضية بينما كان عائد سهم شركة إسمنت اليمامة سالباً بنسبة بلغت -0.67% خلال الفترة نفسها مما يعني أن أداء سهم الشركة كان أقل من متوسط أداء القطاع.
بلغت نسبة التضخم 10.45% في شهر أبريل (نيسان) إذ ارتفعت الإيجارات والأطعمة بمعدلات عالية، كما أن العملة السعودية المربوطة بالدولار الضعيف تشكل هاجساً رئيساً لقطاع الإسمنت السعودي.
تضم منطقة الشرق الأوسط أكثر صحارى العالم ارتفاعاً في درجة الحرارة، وعليه فإن الطقس هناك يتسم بشدة حرارته وجفافه. ويجب على مصنعي وتجار الإسمنت أن يولوا اهتماماً أيضاً لهذه الظروف المناخية الفريدة والقاسية وبالتالي توفير أنواع من مواد البناء تكون لديها القدرة الكبيرة على مقاومة الحرارة والجفاف.
هناك عدد من القضايا المتعلقة بالبيئة، وبخاصة إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صناعة الإسمنت السعودية.
التوصية المتعلقة بالاستثمار:
قال المصرف في تقريره: بعد دراستنا المفصلة لشركة إسمنت اليمامة فإنه يمكننا التوصية بشراء السهم. لقد بدأت شركة إسمنت اليمامة خط إنتاجها الجديد بطاقة إنتاجية تزيد عن 10.000 طن متري في اليوم في عام 2007. واستناداً إلى المتوسط المرجح للسعر المستهدف، باستخدام طرق التقييم المعروفة وهي بالتحديد، طريقة خصم التدفقات النقدية وطريقة التقييم النسبي، فقد توصلنا إلى أن السعر المستهدف لسنة واحدة لسهم شركة إسمنت اليمامة يبلغ 100.25 ريالاً. ويعني ذلك أن هناك فرصة محتملة لارتفاع سعر السهم بنسبة 36.73% إذا أخذنا في الاعتبار سعر السهم الحالي في السوق الذي يبلغ 73.50 ريالاً. وأخيراً، فإن الغرض من إجراء هذا التقييم هو التوصل إلى قيمة عادلة للسهم من خلال استخدام تحليل العوامل الأساسية التي يتوقع أن تظل سائدة في شركة إسمنت اليمامة خلال الـ12 شهراً القادمة.