شرم الشيخ - القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد الرماح
أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن إفريقيا تتطلع إلى وفاء شركائها الدوليين بتعهداتهم وفق (إعلان الألفية) و(مؤتمر الأمم المتحدة لتمويل التنمية) وغير ذلك من المواثيق وخطط العمل الدولية، خاصة ما يتعلق منها بتخفيف عبء المديونية الخارجية وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وطالب مبارك في كلمته في افتتاح الدورة التاسعة عشرة لقمة لجنة تنفيذ (النيباد) أمس بشرم الشيخ، بحشد إمكانات دول القارة الإفريقية، وتضافر الجهود لوضع (البرنامج الشامل للزراعة) موضع التنفيذ، والعمل على زيادة إنتاجيتنا الزراعية سواء بالتوسع في مساحة الأراضي المزروعة، أو استخدام الأساليب الحديثة للري، وإدارة مواردنا المائية بصورة علمية تقلل الفاقد. ودعا الرئيس المصري إلى الاهتمام بصفة خاصة بالبحث العلمي لزيادة الإنتاجية الزراعية، واستنباط البذور الجديدة المقاومة للجفاف والآفات، فضلاً عن الاهتمام بقطاع الصيد والاستزراع السمكي.
وأكد مبارك أن لجنة تنفيذ (النيباد) حققت إنجازات عديدة خلال السنوات السبع الماضية، وأسهمت في التوصل لاتفاق حول مجموعة من برامج العمل والمشروعات المحددة في إطار (خطة عمل إفريقية) شاملة تغطي كافة القطاعات ذات الأولوية، بما في ذلك تسوية النزاعات الإفريقية. ودعا الرئيس مبارك إلى قيام تعاون أقوى من جانب شركاء التنمية بما يتجاوب والجهد الصادق الذي بذلته إفريقيا - ولا تزال - خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن إنشاء آلية (النيباد) ونجاحها في النهوض بالمهام المنوطة بها يعكسان وعي إفريقيا واقتناعها بالإصلاح النابع من إرادتها الوطنية، الذي يعي ظروفها السياسية والاقتصادية وخصوصيتها الاجتماعية والثقافية. وقال مبارك إن لقاءنا اليوم يتيح لنا الفرصة لاستعراض مسيرة (النيباد) وسبل تعزيزها، فرصة سانحة لتدارس ما حققته من إنجازات وما تصادفه من عقبات كي نخلص معاً لما يدفع تنفيذ برامج عملها في مختلف الأولويات القطاعية في إطار مبدأ (الملكية) الإفريقية لحاضر القارة ومستقبلها، ومفهوم (المشاركة) الذي طرحناه سبيلاً للتعاون مع شركاء التنمية. وأضاف الرئيس المصري أنه برغم تقديرنا لما لقيته (النيباد) من مساندة وتأييد دوليين، فإننا نرى أن هذه (المشاركة) لم ترق بعد إلى مستوى تطلعاتنا. وما زالت الحاجة تدعو لقيام تعاون أقوى من جانب شركاء التنمية بما يتجاوب والجهد الصادق الذي بذلته إفريقيا - ولا تزال - خلال السنوات الماضية.
وقال إن إقامة الاتحاد الإفريقي وانطلاق (مبادرة النيباد) و(الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء) تمثل مرحلة جديدة وبناءة من العمل الإفريقي المشترك، وقد نجحت إفريقيا - خلال سنوات قليلة - في تحقيق إنجازات ملموسة، نثق في قدرتنا على مواصلتها وتعزيزها.