مع نهاية كل عام دراسي تحتفل العديد من الأسر بأبنائها بمناسبة تفوقهم الدراسي وتحقيقهم نتائج مميزة في دراستهم، وفي العادة يقوم الآباء بشراء بعض الهدايا لأبنائهم مكافئة لهم على حسن أدائهم، وفي الآونة الأخيرة أصبح الحاسوب المكتبي أو المحمول أحد أفضل الهدايا، حيث حدث نمو وتزايد في إتقان الحاسب بين فئة الأبناء بمختلف أعمارهم، ومثل هذه الهدية مفيدة جداً وسيعود أثرها إيجاباً على زيادة انتشار استخدام الحاسوب والإنترنت بين هذه الفئة التي تشكل أكثر من 50% من سكان المملكة، وقد أصبحت الإنترنت أكثر إغراء بالنسبة لهم من التلفزيون وسريعاً ما يتحول إلى أداة لا مثيل لها بل وصديق وربما مضيعة للوقت.

إلا أن هناك خطراً يجب الانتباه له من قبل الآباء، وهو ضرورة أخذ الحيطة والحذر حيث إنه مع طول فترة الإجازة يصبح استخدام الحاسوب والإنترنت لساعات طويلة خطر قد يهدد الأبناء في مختلف أعمارهم.

وحري بالآباء أن يأخذوا حذرهم من مخاطر استخدام الإنترنت على الأبناء وحمايتهم منها.

ولعل من أهم النصائح للآباء عدم السماح لأطفالهم بقضاء وقت طويل على الإنترنت ونقصد بذلك التصفح غير المفيد للمواقع أما في بعض الحالات المفيدة فلا مانع من ذلك مثل إذا كان الطفل منكباً على مطالعة موسوعة ثقافية يتنقل بينها وبين كتب أخرى للتعمق في موضوع معين.

وتسمّى هذه التجربة بالتعلم الذاتي للطفل، وهي من أفضل أنواع التعلم لأنها تولّد لديه شعوراً بالمتعة والحيوية والقوة، ولعل مربط الفرس ليس في الساعات الطويلة التي يقضيها الطفل على الإنترنت وإنما في جودة ما يطالعه من جهة وفي الموازنة بينه وبين النشاطات الحياتية الأخرى كالنشاط الرياضي والعلاقات الاجتماعية والعائلية والنوم الكافي.

وهناك الكثير من الأساليب التي تهيئ لحماية الأطفال من التعرض للمواقع الإباحية وغيرها من المواقع غير المناسبة على الإنترنت. ومنها التعرّف على البرامج التي تتيح رقابة أبوية على الإنترنت واستخدامها لمنع برامج ومواقع معينة.

وعلى الأب أن يتناقش مع أطفاله بصراحة ووضوح، وأن يعبّر لهم عن مشاعره وسبب مخاوفه وأن يكون هناك اتفاقاً صريحاً وواضحاً بينه وبين أطفاله حول استخدام الإنترنت.

ولعل من أبرز المخاطر التي قد يواجهها الأطفال من جراء تصفح الإنترنت: الإطلاع على المواد غير الملائمة كالمواد الإباحية، أو المواد المتعلقة بالعنف وتنمية الكره والبغض، والمواد الدعائية والتسويقية غير المرغوب بها، والمواد الاستغلالية كتعبئة نماذج تحتوي على بعض معلوماتهم الشخصية، ولمواجهة تلك المخاطر يجب إتباع أربع طرق مهمة وهي: تعليم الطفل، تشجيعه ودعمه، تأمين جهاز الحاسب الآلي وحمايته، والإشراف والمراقبة.

وواجب كل أب ليس فقط تعليم أبنائه على استخدام الإنترنت بل حمايتهم منها.