نظّمت شركة فايزر ورشة عمل خاصة بالإقلاع مؤخراً عن التدخين، حضرها حشد من الإعلاميين العاملين في منطقة الرياض. وقد تمت مناقشة الدور الذي يمكن أن تلعبه سياسات التغيير في القضاء على وباء التدخين الذي يقتل ما يقرب من 5.4 ملايين شخص في كل عام، وتحفيز الإعلاميين على لعب دور جوهري في توعية المجتمع من مخاطر التدخين.
وقال الدكتور طارق إسماعيل: (تعتبر السياسات التي يجري تنفيذها في الوقت الحالي في المنطقة العربية، خطوة مهمة في طريق مكافحة وباء التدخين. لكن الأمر لن يقتصر على هذا الحد، فالهدف الرئيسي هو تغيير اتجاهات ومواقف وآراء الأشخاص نحو التدخين، وإطلاعهم على المخاطر التي يسببها. وهذا يفسر سبب الدور الكبير الذي من الممكن أن تلعبه وسائل الإعلام في هذا السياق).
وأشار إلى أن التقرير الجديد لمنظمة الصحة العالمية، الذي يعد بمثابة أول تحليل شامل لمشكلة التدخين في العالم وجهود مكافحته، حددت فيه المنظمة ست سياسات رئيسية ستقلّل بشكل كبير من عدد الوفيات الناجمة عن التدخين في شتى أرجاء العالم، إذا ما طبقتها الحكومات. بالإضافة إلى أن تغيير السياسات الحكومية وتحذير الناس من مخاطر التدخين يعتبر أمراً مهماً أيضاً.
وأعلن مجلس الصحة العالمي التابع لمنظمة الصحة العالمية بالإجماع في شهر مايو 2003 عن تبني معاهدة إطار العمل لمنظمة الصحة العالمية حول مكافحة التبغ WHO Framework Convention on Tobacco Control وهي واحدة من أكثر معاهدات الأمم المتحدة التي تم تبنيها على نطاق واسع، فضلاً عن كونها تعتبر أول معاهدة عالمية لمكافحة التدخين. لقد بدأت الحكومات في شتى أنحاء العالم، تدرك أن التدخين يعتبر وباءً مسبباً للإدمان، والذي يمكن، بل يجب أن يتم حظره.
ووفقاً لأطلس التدخين العالمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية WHO World Tobacco Atlas، فإن ما نسبته 9% من إجمالي سكان الإمارات العربية المتحدة يقعون في فئة المدخنين، وتبلغ نسبة التدخين بين الرجال ما يزيد على 18%. في الوقت الذي يبين فيه هذا التقرير أن نسبة التدخين بين النساء تعادل 1%، لكن يعتقد أن هذا الرقم أكبر من ذلك بكثير، لأن الكثيرات من النساء يمارسن التدخين في أماكن خاصة، ولا سيّما أن هذه العادة تعتبر من الممارسات غير المقبولة في ثقافة المجتمع بالنسبة إلى المرأة.