لم يكن هدفي من هذا العنوان هو تجربة السجع أو التلاعب بالألفاظ، بل إنني أعنيه حرفياً، فهناك صحافة شعر تنتقي بدقة وعناية ما تقدمه للقارئ من قصائد.. وهناك شعر صحفي وهو للأسف الغالب على ما ينشر اليوم وهو شبيه بالأغاني الجديدة التي تتشابه لحناً وكلمة، وكم قرأنا من قصائد لا جديد فيها سوى اسم من تقدمه الصحافة على أنه كاتبها، والشعر الصحفي شعر مصنوع خالٍ من الروح والنكهة، بل إنني سمعت من أكثر من شاعر أن بعض الصحفيين يحاول أن يملي عليهم الأفكار بدعوى أن هذا هو ما يريده الناس في هذا العصر. |
ومن يستجيب لأمثال ذلك الصحفي سيقدم شعراً يشبه صناعة التجميع التي اشتهرت في سوق السيارات وبعض السلع التي تسمى (المجمّعة)، فالقطع تصنع في بلد وتركَّب في بلد آخر وبين الصانع والمركِّب بون شاسع في الاتقان والإجادة. |
|
الشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة |
أو حكمة فهو تقطيع وأوزان |
|
للشاعر العلم الأمير محمد بن أحمد السديري - رحمه الله: |
الله من همٍ بروحي سهجها |
بلاجي ضميري في كنين الحشا لاج |
أحرّ من نارٍ توقد وهجها |
منها خطر روحي على سلك ديباج |
وعيني عسى المولى يعجل فرجها |
يفوح ناظرها مثل فوح هداج |
استرسلت بالدمع مما رهجها |
غيظٍ يكض غبارها مثل الأمواج |
|
|