يلتقي مساء اليوم في ختام الدور نصف النهائي منتخبا روسيا وإسبانيا في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين حيث يتعين على أحد المنتخبين الفوز باللقاء والانتقال لأن يكون الطرف الثاني في نهائي اليورو 2008م. وبالعودة إلى تاريخ المنتخبين سنجد أن المنتخب الإسباني وصل للنهائي مرةً واحدة طوال تاريخه وحقق لقب البطولة الأوروبية في عام 1964م عندما كان مستضيفاً لها.. وغاب طوال السنوات الماضية عن الفوز بأي ألقاب قارية أو عالمية والفرصة حالياً مواتية لأن يكرر الإنجاز التاريخي ويسعد أنصاره.. خاصة أن الملك الإسباني خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا حضرا لمساندة المنتخب في الدور ربع النهائي في مواجهته أمام المنتخب الإيطالي.. والتي حسمها الإسبان بركلات الترجيح في لقاء كان بطله الحارس الإسباني أكير كاسيس.. المدرب أراغونيس ظهرت بصماته واضحة على أداء المنتخب الإسباني وتفوق على المدرب الإيطالي روبيرتو دونادوني (الذي أخطأ بعدم الزج مبكراً بأليساندرو ديلبيرو والمهاجم دي ناتالي ولاعب خط الوسط المشاكس كامورنيزي). ويتمتع المنتخب الإسباني بهجوم ضارب يتمثل بهداف البطولة حتى الآن ديفيد فيا وزميله في خط الهجوم فرناندو توريس.. في حين أن المنتخب الروسي سبق له أن وصل للنهائي تحت اسم الاتحاد السوفيتي السابق ثلاث مرات أعوام (1960م وحقق اللقب، 1972م، 1988م وحل وصيفاً للبطل).. لم يسبق لروسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي الوصول للنهائي.. وفي حال وصول المنتخب الروسي فإنه سيدخل عبر بوابة التاريخ من جديد وسيعيد الهيبة التي أفتقدتها الكرة الروسية في القارة الأوروبية.. الجدير بالذكر أن روسيا تأهلت للدور نصف النهائي بعد فوزها الكبير على المرشح الأول للفوز باللقب.. حيث تمكنت روسيا بقيادة مدربها الهولندي المحنك غوس هيدينك من إقصاء المنتخب الهولندي بنتيجة قوامها ثلاثة أهداف لهدف.. حيث تمكن الأستاذ (هيدينك) من الفوز على التلميذ (فان باستن) وقراءة أوراق المنتخب البرتقالي قبل انطلاق اللقاء.. ولم يتمكن المنتخب الهولندي من فرض أسلوبه كالعادة التي عودنا عليها منذُ انطلاق البطولة.. بل على العكس تماماً فرض المنتخب الروسي أسلوبه طوال فترات المباراة وكان الأكثر سيطرةً وتهديفاً وتمكن نجومه رومان بافليوتشنكو (هداف المنتخب الروسي برصيد ثلاثة أهداف) وأندريه أرشافين وديمتري توربينسكي من خطف نتيجة اللقاء... ويبدو أن وفاة ابنة لاعب المنتخب الهولندي خالد بلحروز كان لها الأثر السلبي حيث ظهر ذلك واضحاً على أفراد الفرقة البرتقالية التي غابت عنها الروح والتركيز طوال فترات اللقاء.
مستوى البطولة بشكل عام
تحدث في هذا النطاق المدير الفني للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليوفا) السيد آندي روكسبورغ (المدير الفني السابق للمنتخب الاسكتلندي) يوم الاثنين الماضي الذي أبدى إعجابه بالمستوى الفني لأداء المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية.. وأن مباريات البطولة شهدت أحداثاً مثيرة وممتعة، بخاصة من ناحية عدد الأهداف المسجلة.. حيث شهدت الدقائق الأخيرة تسجيل سبعة أهداف حاسمة في الوقت بدل الضائع وأربعة أهداف في الأشواط الإضافية.. مما يعكس لنا بطء المدربين في اتخاذ القرارات لتغيير بعض اللاعبين وتغيير الأسلوب التكتيكي والميل إلى الاندفاع للهجوم.. وتأخر المدربين في إحداث التغييرات ظاهرة واضحة في فعاليات اليورو 2008 وواصل روكسبورغ حديثه بأن كرة القدم تغيرت كثيراً عن السابق وأصبحت اللعبة لعبة مدربين قبل أن تكون لعبة قوة أو مهارة أو عراقة.. ويثبت ذلك أننا شاهدنا العديد من الأهداف الناتجة من هجمات مرتدة وهدف وحيد فقط من ركلة حرة مباشرة.. أما عن الأمور الفنية وأعمال اللجنة المكونة من تسعة أعضاء تحت رئاسته فأوضح أن اللجنة ستختار منتخب نجوم البطولة وأفضل لاعب في النهائيات يوم الاثنين المقبل.. أما عن توقيت إقامة البطولة في نهاية الموسم الكروي.. فقال إن ذلك يعتبر قضية دائماً ما يطرح النقاش حولها.. وتوقيت البطولة هو الأنسب لتفادي تداخلها مع المنافسات الخاصة بالأندية على مدار العام.. وذكر أن مايكل بالاك قائد المنتخب الألماني هو اللاعب الوحيد الباقي من اللاعبين الذين شاركوا في نهائي بطولة أوروبا للأندية الأبطال.. وتحدث عن المنتخب الروسي وأن لياقته في تحسن مستمر وقد يعود ذلك إلى أن المنافسات الخاصة بالموسم القادم قد انطلقت في روسيا قبل انطلاق البطولة؛ مما أسهم في دفع المستوى الفني للمنتخب الروسي لأن يكون في تصاعد مستمر.
الملك الإسباني يستعد لحضور نصف النهائي
تحدث خوان كارلوس ملك إسبانيا للتلفزيون الإسباني بأن حضوره إلى نهائيات بطولة أوروبا هو تقليد اعتاده في معظم البطولات الماضية.. وعبر الملك الإسباني عن سعادته بتخطي دور الثمانية وتخطي سوء الطالع الذي لازم المنتخب في الكثير من المباريات التي تنتهي أحداثها بركلات الحظ الترجيحية.. وواصل تفاؤله بعد كسر الحظ السيئ بأنهم سيتخطون دور الأربعة وسيلعبون في النهائي المنتظر.. أثناء اللقاء التلفزيوني التفت الملك للملكة صوفيا وقال لها لقد أخبرتك بأن أكير كاسيس سيصد ركلة الجزاء عندما تقدم لها الإيطالي دانيل دي روسي قبل أن يسدد.. الجدير بالذكر أن الملك والملكة الإسبانية حجزا مقعديهما في مبارة المنتخب اليوم ضد روسيا.
مدرب المنتخب الإسباني لا يزال مصراً على ترك منصبه
بعد نجاحه في تقديم منتخب محترم وأداء فني رفيع وصل بالمنتخب الإسباني إلى الدور نصف النهائي لا يزال المدرب العجوز لويس أراغونيس مصراً على ترك منصبه كمدرب بعد إكمال مهمته في قيادة منتخب بلاده في منافسات البطولة.. العديد من النداءات تطالب باستمرار المدرب العجوز في منصبه لقيادة الفريق المقبل على خوض التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم والمقرر انطلاقها في الموسم المقبل.. أراغونيس قال: أنا فخور بعملي الذي قدمته حتى الآن وبالمجموعة الشابة التي تلعب في المنتخب الآن.. وفخور أكثر بأني سأترك تدريب المنتخب وهو في قمة مستواه الذي يطمح إليه الجميع.. لكن قرار المغادرة نهائي وسبق أن أخبرته لمسؤولي الاتحاد وأجهزة الإعلام مهما كانت نتائج المنتخب في البطولة.. وقدم أراغونيس شكره لكل من دعمه وأبدى ثقته الدائمة به طوال فترة إشرافه على المنتخب.. وكذلك الشكر لكل من قدم له النقد البناء الذي كان جيداً له.
استعدادات المنتخب الروسي للقاء اليوم
تواصلت استعدادات المنتخب الروسي للمباراة التي يصعب توقع نتيجتها وسط منع المدرب الهولندي هيدينك لوسائل الإعلام من الدخول للتدريبات وفرض السرية التامة عليها.. وسيعتمد هيدينك على النجم أندريه أرشافين الذي بدأت أكبر الأندية الأوروبية في مطاردته للحصول على توقيعه، في بناء هجمات فريقه مع المهاجم المميز بافلاشنكو.. وبعد انتهاء آخر التدريبات التي حضرها الإعلام ركز هيدينك على منع لاعبيه من التصريحات، واضطر هو بنفسه للإجابة عما يقارب المئة سؤال بثلاث لغات مختلفة (الإنجليزية والإسبانية والهولندية).. الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام حاولت كثيراً التوصل إلى سر قوة اللياقة البدنية للاعبي المنتخب الروسي ولكن دون جدوى حيث اتسم التدريب الأخير الذي حضره الإعلاميون بتمارين الإطالة وتفكيك العضلات فقط.. ويبدو أن هيدينك يخبئ مفاجأة مدوية للمنتخب الإسباني في مباراة اليوم.. فهو لن يلعب مدافعاً وسيعمل على فرض أسلوب فريقه منذُ انطلاق المباراة.