عدت للتو من مهمة تحكيم مسابقة شاعر العرب على جائزة الأمير الراحل محمد الأحمد السديري رحمه الله والتي تقيمها قناة (رواسي) الفضائية في الكويت وبالرغم من أنها تعتبر أكبر جائزة للشعر في العالم حتى الآن وذلك لضخامة الجوائز الممنوحة للفائزين إذ بمقدور الفائز الأول أن يحصل على مليون ونصف ريال سعودي بالإضافة إلى سيارة (روزلرايس) بينما يحصل الفائز الثاني على نصف مليون ريال وسيارة (موزراتي)، أما الثالث فيحصل على (300.000) ريال وسيارة مرسيدس بينما الرابع سيحصل على (200.000) ريال وسيارة (بي ام دبليو) وقد تقدم لهذه الجائزة آلاف المتسابقين من الشعراء وقد فرزت لجان سرية القصائد المؤهلة للدخول الفعلي للمسابقة فاختارت (52) قصيدة مؤهلة للتنافس على الجائزة وهذه القصائد يعود بعضها إلى شعراء كبار في السن والتجربة وشعراء شباب مبدعين ولكنهم حديثو التجربة بالمقارنة مع تجربة سابقيهم الذين ينافسونهم على الجائزة وقد بدأت المسابقة يوم السبت الماضي على أن تستمر كل يوم سبت وتبث على الهواء مباشرة من قناة (رواسي) وهذه الجائزة الكبيرة والضخمة بحجم شاعرها التي تحمل اسمه -أي الأمير الراحل والشاعر المبدع الكبير محمد الأحمد السديري الذي يُعتبر مدرسة شعرية أسهمت في تطور القصيدة النبطية ما هي إلا تكريم لدوره الريادي في الشعر الشعبي في المنطقة واحتفاء بذكراه العطرة. إلا أن الشعراء المشاركين في المسابقة وفي مسابقات أخرى سبقتها مثل مسابقة شاعر المليون وشاعر الشعراء وقصيدة التحدي يميلون في خطابهم الشعري إلى مواضع لا تتعدى المديح وتمجيد الذات وتحدي الشعر وإهانة الحبيبة بطريقة (مازوشيه) لم يألفها الشعر سابقاً، وبالتالي لربما تدخل النصيحة ولو من باب رفع العتب أو التقليد ليس إلا، وبالطبع يأتي تناول الهم الإنساني أو الهم الوطني أو القومي أو الإسلامي في آخر سلّم الاهتمام وبالطبع هذه الظاهرة (الأنانية) هي مؤشر خطير لانسحاب دور الشعر المهم في تناول مشكلات الحياة الضرورية، وبالطبع لسنا هنا ضدّ خيار وحرية الشاعر ولكننا في الوقت ذاته ضد استغفال الممدوح ولجان التحكيم في اتخاذ مدح بعض المسؤولين كذريعة (لحماية) النص لأن المدح الرديء هو بمثابة مسبة للممدوح كما أن الشاعر الذي يتعالى في شعره على الشعر والشعراء هي سبة للشاعر ذاته.
ولنا عودة للموضوع.