«الجزيرة» - المدينة المنورة - واس
أكَّد المشاركون في منتدى المعرفة الدولي (نور) الذي اختتم أعماله في المدينة المنورة مساء أمس الأول أن الحاجة أصبحت ملحة لقيام صناعة متقدمة للرعاية الصحية الإسلامية على غرار صناعة المصارف الإسلامية ومنتجات الحلال التي ازدهرت عالمياً في الفترة الأخيرة.
وتوقّعوا أن تلغي هذه الصناعة عند قيامها المشكلات الأخلاقية التي جلبها الطب الحديث ومنها الاستنساخ.
وطالب المجتمعون بضخ المزيد من الأموال لدعم مجالات البحوث والدراسات في هذا المجال في الدول الإسلامية ونوّهوا بالسياسة التي اتبعتها مدينة المعرفة الاقتصادية بعد أن اعتمدت تطوير البحوث والدراسات على رأس إستراتيجياتها.
جاء ذلك خلال الجلسة الختامية للمنتدى التي تم تخصيصها لمناقشة موضوع الرعاية الصحية وسط حضور كثيف من العلماء والمستثمرين والمهتمين اكتظت بهم القاعة الرئيسية للمحاضرات بفندق ميريديان المدينة.
وناقش المشاركون في المنتدى على مدى يومين الاستثمار المعرفي في قطاعي تقنية المعلومات والرعاية الصحية بمشاركة نخبة من المسئولين في المملكة وكبار المستثمرين والمفكرين إضافة إلى نحو أكثر من 100 عالم يمثّلون عدداً من أعرق المؤسسات العلمية في العالم.
واستعرض وزير الصحة الدكتور حمد المانع في كلمة له جهود وزارة الصحة في تطوير المنشآت الصحية وإنشاء المستشفيات.
وقال: (إن وزارة الصحة في طور زيادة عدد مستشفياتها، فخلال الأربعة الأعوام المقبلة سيصل عدد المستشفيات إلى 350 مستشفى وجار العمل حالياً على إنهاء 97 مستشفى في مختلف مناطق المملكة بتكلفة تتجاوز 17 بليون ريال)، مشيراً إلى أن عدد المراكز الصحية في مختلف مدن المملكة ومحافظاتها ومراكزها بلغت 12 ألف مركز صحي.
وأفاد أن وزارة الصحة انتهت من فرض التأمين على 50 في المائة من المقيمين في المملكة، فيما سيتم فرض التأمين على الباقين منهم خلال الأشهر القليلة القادمة ومن ثم سيتم التأمين على المواطنين.
وعن المجالات الاستثمارية التي تتوافر في القطاع الصحي أوضح وزير الصحة أن الاستثمار في المجال الصحي متعدد أبرزه مجال الأدوية الذي عده مجالاً خصباً للاستثمار، حيث تصل نسبة استيراد المملكة من الأدوية إلى 90%، إلى جانب الاستثمار في الأجهزة الطبية التي يصل الاحتياج لها إلى ملياري ريال في وزارة الصحة فقط.
وفي ذات السياق أكّد البروفيسور حسن كاسول من جامعة هارفارد الأمريكية في ورقة عمل قدمها بعنوان (دمج القيم الإسلامية) أن الحاجة أصبحت ملحة لقيام صناعة للرعاية الصحية الإسلامية على غرار المصارف ومنتجات الحلال، مبيّناً أن الرعاية الصحية الإسلامية ستلغي المشاكل الأخلاقية التي جاء بها علم الطب الحديث ومنها الاستنساخ.
وعد البروفيسور كاسول الرعاية الصحية الإسلامية قيمة مضافة نظراً لأنها تنبع من المنهج الإسلامي وتتطابق مع تعاليمه، منوهاً إلى أنه في البلاد الغربية ينظرون إلى المرضى على أنهم مصابون بعلة بينما في الرعاية الصحية الإسلامية ينظر إلى المريض على أنه أخ مسلم ما يعني توفير أقصى حد من الرعاية واللطف.
من جهتها قالت الدكتورة أستاذة علم الأشعة بكلية البرت اينشتاين للطب عارفة خان (إننا لو وضعنا دليلاً موحداً للأشعة في المملكة على غرار المعمول به في أمريكا لوضعنا حداً لهدر الأموال وهذا الأمر لا يكلف وزارة الصحة سوى اجتماع مع المختصين لإتمام هذا المشروع).
وفي شأن متصل قال الدكتور محمد علام من جامعة ساوث أوباما في الولايات المتحدة الأمريكية إن الاستثمار في التعليم ما زال ضعيفاً في العديد من الدول الإسلامية، مشيراً إلى أن الاستثمار في المملكة تطور خلال عام 2006 بشكل كبير وقفز بشكل قوي خلافاً لما كان عليه في عامي 2004 و2005م.
فيما أكّد البروفيسور عباس الجمل الأستاذ في جامعة ستانفورد أن التعليم القوي هو المفتاح الأساسي لجذب المعرفة لأي مدينة أو منطقة إضافة إلى وجود أصحاب رؤية وافية للعاملين والقائمين على هذا المجال.
وطالب الحكومات بأن تأخذ على عاتقها عملية تطوير الطاقات البشرية ودفعها نحو الابتكار من خلال إيجاد حوافز واستثمار بالعقول البشرية، مؤكّداً أن ضعف الاستثمار في العقول البشرية هو الأبرز من بين المعوقات التي تواجهها المدن في جذب العقول.