طال الرحيلُ وزادُ المرء أسفارُ |
وصاحبته مع الترحال أسرار |
بصبحه يرتمي في كف أمنية |
وليله حالمٌ شاقته أفكار |
إلى الديار وأهلٍ من محبتهم |
غنى بهم زمنا واشتاقت الدارُ |
لعازفٍ تحت غصن التين لامسه |
شوق الصبا وبه وردٌ وأزهار |
والطير فوق الربى يحكي مغامرة |
لحبهِ قبل أن تدميه أسوار |
تساقط الريش والآلام تجرحه |
والدهر والزمن القاسي به جاروا |
وبئر مزرعة للساقي ظامية |
وجدول الماء قد حادته أثمار |
وبيت من سعفٍ للنخل ناشدني |
من بعد فقدكمُ قد ساءني الجار |
والرجم منهدمٌ بعد الرحيل ولم |
يبق له طللٌ تحكيه آثار |
والصخر في نقشه ذكرى طفولتنا |
كأنه علم من فوقه نار |
محته أزمنةٌ ...لابأس يازمني |
إن يهدمُ الصخر تبقى فيه أحجار |
والصحب قد أصبحوا أشتات فرقهم |
العمرفي لهوه والصحب أبرار |
ماساءهم في الخنا سوءٌ ولادنسٌ |
طهرٌ وقد سلكوا في الدرب أطهارُ |
والشوق والدمع والذكرى وأمنيتي |
والحلم والليل والأحطاب والنار |
والبيد والسهل والصحراء شاسعةٌ |
قفرٌ غزاها الهوى والقوم قد ساروا |
بتيهها زمنا في برد شاتية |
وفي الليالي يصفٌ الجمعُ سُمّار |
والبرق يونسهم والرعد يطربهم |
وفي الشتاء سحابات وأمطار |
هذا الزمان له كفٌ يجود بها |
وكف ضائقة شحٌ وإقتارُ |
فيومُ يُفرِحنا قسرا ويضحكنا |
ويومُ يبكينا والدمع مدرارُ |
ويومٌ يسعدنا حتما ويؤنسنا |
ويومُ ياقسوة الأيام جبّار |
هذا الرحيل وزادُ المرء يحمله |
وخير زاد الفتى تقوىً وأذكار |
|