أنا رَاحِلةْ، فسَفينَتي...
في الشطِّ تدْعُو للسَّفرْ
لِعنَاقِ أُفْقٍ يَنْقُرُ البَحرَ اليَتيمْ..
عَبرَ المدَى.. عَبرَ القدَرْ
ها أنْطَفي... أنا لنْ أعُودْ..
حتَّى يغيبَني الثَرَى
أنا لنْ أعُودْ..
حتَّى إذَا التهمتكَ أشوَاكُ السِّنينْ!!
***
أنا رَاحِلةْ،
لا أنتَ تعرِفُ خُطوَتِي
سيكُونُ ظِلِّي بِلاَ دَليلْ
وسَيُورِقُ اليَومُ الذِي
يتوهُ بحثاً عنْ بديلْ
عَبَثاً تحاولُ إنَّني
ما فوقَ أجنحةِ السَّرابْ
أبتاعُ بردَ الاغترابْ.. كالميتينْ!!
***
أنا رَاحِلةْ، آهٍ وصَالََكَ..
لم يُعنِّي على البقاءْ
فضَجيجُ صَمْتِكَ والأنينْ..
قدْ أودَعَاني للشقاءْ
إذ غَابَ وجهُ الأرضِ
وارتَعدَتْ، لقَسْوتكَ السَّماءْ
فهجعتُ للبلدِ الأمينْ؟!!
***
أنا رَاحِلةْ،
كلُّ الورودِ تضَاءَلتْ
منْ شدَّةِ الريحِ المرابضِ في دَمي
في بحَّةِ النَّاي الحزينْ
هَذي يَدي..
سأمُدُّهَا لكَ فَارغَة
إلا منَ القَدرِ / الفراقْ
فبَقَاؤنا..
أُرجوحَةٌ،
قدْ هزَّها..
أملٌ تبسَّمَ
ثم كشَّرَ
ثم ضَاقْ
قد صَارَ صُبْحِي مِثلَ ليْلي مُظْلماً
فلمَ البقاءْ
حينَ يَنْحَسِرُ الحَنينْ!!
***
أ نَ ا رَ احِ لَ ةْ،
فَلربَّمَا، سيهُزُّكَ الشَّوقُ الدَّفينْ
وستقتَفي أجفانُكَ الحيرَى
دموعَ العاشقينْ
ولرُبَّمَا..
ليلاً أزُوركَ في الكرَى!!
لكنَّني...
سَأعُودُ شَخصَاً مُظلماً
شبَحاً مُخيفاً قاتماً،
لا..
ل
ا
...... يبين !!