Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/06/2008 G Issue 13054
الاربعاء 21 جمادىالآخرة 1429   العدد  13054
كيفية التعامل مع السلوك العدواني لدى الأطفال
د. سليمان محسن العريني- جامعة الأمير سلطان

يرى بعض علماء التربية بأن السلوك العدواني سلوك متعلم يكتسبه الفرد من خلال ملاحظة نماذج سلوك الآباء والإخوة والرفاق وغيرهم ويعزز ذلك السلوك من خلال التشجيع، كما أن ملاحظة السلوك العدواني المتلفز لا يقل تأثيراً عن مشاهدة السلوك العدواني الحي وكما أن الإحباط يولد العدوان فعندما يعترض الطفل عائق يمنعه من الوصول إلى هدفه إلى تحقيق رغبته، كما يحدث بين الأطفال حول ممتلكاتهم عندما يريد طفل أن يأخذ لعبة طفل آخر كما أن اتجاه الأسرة أو المجتمع نحو العنف يزيد من السلوك العدواني لدى الأطفال مثل تكرر الإساءة للزوجة أو احتقار أسرة أو قبيلة معينة، فهذا يشجعهم على التصرف من منطلق ما يشاهده أو يسمعه ممن حوله.

والسلوك العدواني لدى الأطفال يعتبر استجابة طبيعية لديهم إلا أنه يتناقص مع العمر مع زيادة النضج حيث يكتسب مهارات جديدة حسب اتجاه الأسرة أو البيئة التربوية فيتعلم كيفية التصرف إذا تعرض للمشكلات فيكون جاهزاً للتفاوض أو التنازلات المتبادلة ولكن عندما يتعرض الطفل للاستفزاز أو الاعتداء فيستجيب الطفل بعدوانية في الدفاع عن ذاته ضد عدوانية الآخرين، فإنه في هذه الحالة لا يعتبر السلوك عدواني ولكن يعتبر عدواني إذا كان بشكل عام ومستمر دون استفزاز من الآخرين بهدف السيطرة والتسلط، ولذا فإن أهم ما يحتاجه الطفل الحب والتقبل والتفهم من قبل أسرته وعدم تجاهله وتجاهل أسئلته وعدم نقده وإنما التصحيح لأن النقد يؤدي به إلى البحث عن رفاق السوء وهذا من أسباب التمرد على توجهات الأسرة.

وإذا كان لا بد من العقاب في بعض الحالات فليكن حرمان في بعض الحاجات التي يرغبها الطفل ولكن لا يكون الضرب وعلى الأسرة واجب في مساعدة الأطفال من البداية على تعليم المهارات الاجتماعية التي تساعدهم على التصرف مع المواقف المختلفة فيعلم كيف يحترم حقوق الآخرين إذا أراد من الآخرين احترام حقوقه، وأن يفكر في عواقب سلوكه قبل أن يقدم عليها، فإذا ضرب زميله فإنه سيضربه أو يشتكيه ولكن لو حاول التفاهم معهم لكسبه صديق وعاش سعيد كما يفضل تعليمه بعض العبارات مثل ذكر الله أو لعن الشيطان.

وإذا الأطفال لم يعودوا على كبح السلوك العدواني، فإن الطفل يكبر معه هذا السلوك وإن قل بسبب الضوابط الاجتماعية والنظامية إلا أنه يبقى له أثر في بعض السلوكيات التي تتعب من اكتسب هذا السلوك سواء مع أهله أو أولاده أو زملائه فالرعاية من البداية ومعرفة الأسرة بأنماط السلوك المختلفة وتربية الأولاد على السلوك الحسن له مردود إيجابي على حياء الشخص وتعامله مع من حوله ويجعل منه شخصاً إيجابياً في مجتمعه ويسهم هذا في تكوين مجتمع له مميزات ذات طابع تسوده المحبة والتعاطف والتكامل وهذا من سبيل الوصول إلى مصاف المجتمعات المتطورة. وبالله التوفيق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد