Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/06/2008 G Issue 13054
الاربعاء 21 جمادىالآخرة 1429   العدد  13054
مراكز الرعاية الصحية الأولية ما لها وما عليها
د.علي ضيف الله آل شرجي- إدارة التعليم بصبيا

* الصحة العامة مطلب مهم وهدف أساسي تسعى إلى تحقيقه جميع المنظمات الصحية العالمية - الحكومية منها والأهلية على حد سواء، وحفظ صحة الإنسان هو ما تستهدفه خطط التنمية المتعاقبة في بلدنا المعطاء؛ لأن الإنسان وحده المستخلف من الله في عمارة الأرض وبنائها.

* إن هذا الامتداد الصحي لتعميم المشافي والمراكز الصحية الحديثة والذي تعيشه وتنعم به بلادنا الغالية اليوم لهو خير شاهد على ما يلقاه هذا القطاع من دعم واهتمام كبيرين من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وحرصهما الشديد على أن تكون الخدمات الصحية في الهجرة قبل القرية، فأينما استقر الإنسان على أرض مملكتنا الحبيبة، يتربع بجواره معلم طبي يتفيأ ظلال خدماته.

* الرعاية الصحية الأولية خيار استراتيجي تبنته وزارة الصحة منذ ما يقارب الخمسة والعشرين عاماً، مستهدفة تطبيق مفهوم الرعاية الصحية الأولية الشاملة للجميع، في مختلف صورها وجوانبها المتعددة بدءاً من المرحلة التثقيفية ومروراً بالمرحلة الوقائية وانتهاء بالمرحلة العلاجية.

* إن المتتبع والمراقب للدور الذي تقدمه تلك المراكز وبعد مرور هذه المدة التي تجاوزت الربع قرن من الزمان، وبهذا العدد الذي يقارب (2000) مركز في جميع أنحاء المملكة يلاحظ مدى القصور في الخدمات التي تقدمها تلك المراكز وخصوصاً في الجوانب التثقيفية والعلاجية، حيث لا يزال دورها غائباً تماماً في هذين الجانبين إذ اقتصرت خدماتها على الجانب الوقائي فقط.. وما الأمراض المستوطنة إلا خير دليل على ذلك.

* إن في اعتقادي الشخصي أن ما تعانيه تلك المراكز من قصور في تقديم الخدمة المطلوبة في جانبي العلاج والتثقيف ناتج عن عدم تكامل الأدوار في تلك الجوانب، وبالتالي أصبح هناك تخلخل في الأدوار التي تقوم بها هذه المراكز، وهذا ما قد يعزى إلى أسباب عدة منها؛ مالية أو فنية أو إدارية، هذا إن لم تكن تلك الأسباب مجتمعة في معظم المراكز.

* تشير الدلائل والمؤشرات الشعبية سخط الجمهور من تدنٍ في مستوى جودة خدمات الرعاية الصحية، حيث أظهرت الاستطلاعات أن الشعب السعودي لا يطالب بمستوى جودة أعلى في خدمات الرعاية الصحية فحسب، بل هو على استعداد لدفع المزيد من أجل الارتقاء بمستوى جودة هذه الخدمات.

* لذا فليس من المستغرب أن يستقطب نظام الرعاية الصحية في المملكة كثيراً من النقاشات المحورية، كما أنه محل نقد الكثير، فهم يرون أنه في الوقت الذي تزداد فيه تكاليف الرعاية الصحية بمعدل مثير للقلق، فإن مقدرة النظام على تقديم خدمة عالية الجودة أصبحت محل شك وتساؤل الكثيرين، والذين أصبحوا على دراية واطلاع بأزمة الرعاية الصحية بشكل عام.

* يطالب المستهلك مقدمي الرعاية الصحية ويتساءل في الوقت نفسه لماذا لا تتبنى المؤسسات الرئيسية التي تقدم الرعاية الصحية توجها خاصاً بالجودة؟؟

* إن الإجابة على هذا التساؤل ليست صعبة بالتأكيد، إذ تشير الوقائع والاتجاهات الحديثة المتعلقة بالرعاية الصحية إلى ضرورة تبني مؤسسات الرعاية الصحية توجهات استراتيجية تركز جل اهتمامها على المستفيد (قاصد الرعاية الصحية) إذ إن تبني ذلك التوجه الخاص بإدارة الجودة الشاملة يقتضي التزاماً من قمة الهرم التنظيمي إلى قاعدته، على اعتبار أن أسلوب الجودة الشاملة يمثل فلسفة معنياً بها جميع المنظمات دون استثناء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد