Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/06/2008 G Issue 13054
الاربعاء 21 جمادىالآخرة 1429   العدد  13054
النشاط الطلابي وطرق تفعيله
محمود بن عبدالله القويحص

النشاط الطلابي اللاصفي رافدٌ ومعينٌ للعملية التربوية والتعليمية، وهو جزء لا يتجزأ منها، ومن الصعب رفضه أو تجاهله، بل دلت الدراسات النظرية والميدانية على أهميته فهو الذي يصقل مواهب الطلاب، وينمي قدراتهم، ويوسع مداركهم، ويعودهم على تحمل المسؤولية والاعتماد على أنفسهم، ويغرس فيهم القيم والمبادئ والأخلاق الحسنة الفاضلة، ويصرف عنهم الكسل والخمول، ويحببهم للمدرسة، ويقوي انتماءهم لها، وكثير من المشكلات الدراسية والسلوكية والنفسية لدى بعض الطلاب تم علاجها عن طريقه. والنشاط الذي نتحدث عنه ليس مقتصراً على نوع من الأنشطة، فالأنشطة الطلابية بحر لا ساحل له لكثرة تعددها وتنوعها، فمنها ما هو داخل المدرسة كالأنشطة الثقافية والكشفية والرياضية والعلمية، ومنها ما هو خارجها مثل الزيارات والرحلات، وهذا النوع من الأنشطة يرغبه معظم الطلاب ويميل إليه، ويعتبر من أهم أنواع الأنشطة، ففيه يتعرف الطالب على معالم وطنه، ويقضي على الملل لديه، ويجدد حماسه، ويغرس فيه القدرة على التكيف مع الآخرين، وينمي علاقاته الاجتماعية. وأيّا كان نوع النشاط داخلياً أو خارجياً فلا بدّ له من دراسة علميّة دقيقة، وإعداد جيد متقن ليلائم كل مرحلة عمرية فيؤتي ثمرته ويحقق أهدافه وغاياته. وما يلاحظ على أبنائنا الطلاب من عزوف عن حب المدرسة، والتضجر منها، وإصابتهم بالملل، وظهور لبعض السلوكيات الخاطئة من أسبابه ضعف النشاط الطلابي داخل المدارس، ولعل من أهم الخطوات الضرورية لتفعيل النشاط المدرسي ما يلي:

1- وجود رائد للنشاط متفرغ داخل المدرسة كي ينسق ويتابع ويفعل الأنشطة بشكل جيد ومستمر، شريطة أن يجدد له سنوياً حسب نشاطه وإبداعه بما لا يزيد عن أربعة أعوام ومن ثم يتم تفريغ معلم آخر للتجديد وتغيير الدماء وخلق جو للتنافس الشريف في مجال النشاط والإبداع.

2- توفير وسائل مواصلات للمدارس، وذلك عن طريق توفير عدد من الحافلات بسائقيها بما لا يقل عن عشر حافلات لكل مركز إشراف تربوي الذي يقوم بدوره بتزويد المدارس التابعة له بحافلة خلال كل أسبوعين على الأقل لتفعيل الزيارات الميدانية للطلاب، فعدم وجود وسيلة مواصلات جماعية آمنة تشكل حجر عثرة وعائقاً أمام المدرسة لتفعيل النشاط الخارجي، إذْ ليس من المعقول ذهاب مجموعة من الطلاب بما يزيد عن ثلاثين طالباً في كل زيارة بسيّارات المعلمين الخاصة ففي ذلك من المفاسد ما لا تخفى على كل لبيب.

3- ضرورة التجديد في الأنشطة الطلابية، والبرامج التربوية والعمل على مفهوم النشاط العام الواسع الشامل لجميع الجوانب المكملة للعملية التعليمية والتربوية، والبعد عن الأنشطة التقليدية والتي أصبحت مملة للطلاب ولا توفي باحتياجاتهم ورغباتهم.

4- تجهيز المدارس بوسائل الترفيه وصالات متعددة الاستخدامات.

5- الدعم المالي للأنشطة الطلابية في المدارس بميزانية خاصة وواضحة.

6- تعاون جميع مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة مع المدارس لتفعيل النشاط الطلابي.

7- تسليط الضوء إعلامياً على الأنشطة الطلابية وفوائدها وأنواعها وما تم إنجازه وتفعيله داخل المدارس وخارجها من زيارات وغيرها عن طريق برامج يعدها الإعلام التربوي، والاستفادة من القناة التربوية إذا تم تدشينها وبثها.

إن محور النشاط الطلابي في العملية التعليمية والتربوية من أهم المحاور الضرورية لسيرهما بالطريق الصحيح ومن الضروري ألاّ يتخرج الطالب من المرحلة التعليمية إلا وقد شارك مرات عدة في الأنشطة الداخلية والخارجية، فالنشاط للجميع ولم يعد ترفاً.



malqwehes@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد