ثلوثية الشيخ الشاب الدكتور محمد بن عبدالله المشوح، امتازت بالتميز، واستطاعت أن تأتي بما لم يستطعه الأوائل.

ثلوثية المشوح كما الجليس الصالح، كبائع المسك، إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة.

فثلوثية المشوح إما أن تُهدى فيها بعض الكتب والمطبوعات، وكذلك تسمع فيها كلاماً طيباً جميلاً إلا أنك لا تبتاع فيها!!

ثلوثية المشوح تمتاز بأنها تتواصل مع روادها عبر رسائل الجوال، ولها موقع إلكترونية متميز، واستطاعت أن تستقطب الأدباء والمفكرين والإعلاميين، وقد استضافت جميع أعضاء المجلس البلدي بالرياض المنتخبين في ليلة واحدة.

وقدمت الثلوثية ما لم تقدمه الجهات الرسمية، وهي تقوم بدور مهم في المشهد الثقافي في الوطن المملكة، والعاصمة الرياض، من خلال استضافة ومحاورة وتكريم المميزين والمبدعين في شتى المجالات. والثلوثية تهدف إلى التعريف بالرموز الثقافية والعلمية والفكرية في بلادنا وجهودهم في النهضة التي تعيشها، والاحتفاء بإنتاجهم وتكريم وتقدير جهودهم، وخصوصاً في جيل الرواد الكبار.

والسعي إلى تقديم وإعطاء الحضور زاداً معرفياً وثقافياً سهلاً، وعمارة المجالس العامة بتلك الفوائد والقلائد التي ينثرها الضيوف خلال حواراتهم ونقاشهم وبث روح الحوار وتقريب وجهات النظر المتباينة حول بعض الرؤى والأطروحات وتعويداً لأجيال الناشئة على حسن الاستماع إلى الآخر وحسن الظن به وتلمس موضع الصواب عنده وعدم التعالي عن قبول الحق وسماع المخالف وإشاعة روح الحراك العلمي والثقافي خصوصاً بين (المثقف) والشباب من خلال اللقاء الشخصي المباشر والمفتوح في جو تسوده روح الود والنقاش العلمي المؤصل وإبعاد أهام الحساسية والندية والانكفاء.

والتأكيد على الهوية الثقافية لبلادنا المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومد الجسور والتواصل مع الثقافات الأخرى والاستفادة منها بما يتماشى مع هويتنا ومبادئنا والإسهام في التعريف بما تعيشه المملكة من نهضة علمية وفكرية وثقافية وحضارية شاملة، خصوصاً في الإنتاج الأدبي والثقافي والفكري وانتشار الكتب وشيوع المكتبات والتأكيد على الحضور والتواجد المثمر الفاعل في شتى المناسبات الوطنية التي تعيشها بلادنا المباركة والمشاركة فيها والعمل على تنشيطها والإفادة منها، خصوصاً لشرائح المجتمع المثقفة والاستفادة منها بما يتماشى مع هويتنا ومبادئنا.

إذاً ألم أقل إن الثلوثية استطاعت أن تأتي بما لم يستطعه الأوائل..؟!

وعلاوة على ذلك يبرز كرم صاحب الثلوثية، وحفاوته، وحسن خلقه والحديث كان عن الثلوثية وليس عن صاحبها وإلا صاحبها له شأن آخر.