«الجزيرة» - بندر الأيداء
توقعت مصادر في أسواق السلع الاستهلاكية انخفاض أسعار الأرز بأكثر من 10% خلال الربع الأخير من العام الجاري، حيث يتوقع أن تشهد زراعة الأرز في الدول المصدرة إقبالا كبيرا من قبل المزارعين هذا العام.
وبحسب المصدر فإن المعدلات الربحية العالية والعوائد المجزية التي حققتها زراعة الأرز العام الماضي قد تدفع الكثير من المزارعين في الهند وباكستان إلى التوجه لزراعة الأرز بدلا من المحاصيل الأخرى في الوقت الراهن مع بداية موسم الزراعة.
ولم يستبعد المصدر أن تشهد أسعار الأرز ارتفاعا طفيفا خلال الثلاثة أشهر القادمة والتي تفصلها عن موسم الحصاد نتيجة الارتفاع الملفت في تكلفة الشحن لارتفاع أسعار النفط فضلا عن الإجراءات الحكومية التي اتخذتها الدول المصدرة والتي ساهمت في ارتفاع أسعار الأرز خلال الأشهر الأخيرة.
وتأتي هذه التوقعات في الوقت الذي سجل الأرز قفزات سعريه ملفتة حيث بلغ سعر كيس الأرز البسمتي وزن 45 كيلو غراماً 280 ريالاً في إشارة لفشل الجهود الحكومية في تهدئة سعر الأرز كباقي السلع التي شهدت استقرارا في الفترة الأخيرة.
من جهته عزا عبد الله بلشرف نائب الرئيس في مجموعة بلشرف المتخصصة في المواد الغذائية، مواصلة سعر الأرز في الارتفاع إلى عوامل كثيرة وقال إن فرض الحكومة الهندية قبل أكثر من ثلاثة أشهر ضريبة تصدير على التجار المستوردين للأرز بواقع 200 دولار على الطن الواحد أظهرت انعكاساتها في الفترات الأخيرة متزامنا مع الزيادة المضطردة على الأرز في الدول المستهلكة.
وتابع: ساهمت زيادة الطلب في الدول المستهلكة لاسيما في الهند نفسها التي أصبح سكانها يستهلكون الأرز أكثر من السابق وبالأنواع الجيدة نتيجة تحسن دخلهم وانتعاشهم الاقتصادي.
مشيرا إلى معظم التجار في الدول الأخرى المستهلكة لا يترددون في شراء كميات كبيره من الأرز رغم ضريبة التصدير المفروضة وعدم دعم حكوماتهم للسلعة الأمر الذي أتاح المجال للأسعار بالارتفاع ، كما أن ارتفاع تكلفة الشحن بسبب ارتفاع أسعار النفط قاد الأسعار لمزيد من الارتفاع موضحا أن تكلفة الشحن تجاوزت الـ 105 دولار في الوقت الراهن مقارنة بحوالي 80 دولارا في الفترة سابقه بزيادة 30%.
ويرى مستثمر آخر رفض ذكر اسمه أن طبيعة الأكل في المملكة والتي تعتمد على وجود الأرز في معظم الوجبات خلال أيام الأسبوع قلصت من اثر الجهود الحكومية المادية والتنظيمية على انخفاض الأسعار داعيا إلى تقليل نسبة التركيز على الأرز بحيث يصبح وجبه أسبوعية أو كل ثلاثة أيام بدلا من وجبه يوميه وقال : كان الأرز عنصرا أساسيا في وجبتي الغداء والعشاء وأصبح محصورا في الغداء مؤخرا وينبغي أن يصبح وجبه أسبوعية أو كل ثلاثة أيام على أكثر تقدير للمساهمة في كبح جماح الأسعار من خلال تغيير نمط الأكل المتبع.
وقد اتخذت المملكة إجراءات عده في سبيل تهدئة أسعار الأرز أحد السلع الأساسية حيث اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل حوالي ستة أشهر في سبيل التخفيف على المواطنين قرارا بصرف إعانة دعم مقطوعة للأرز بواقع ألف ريال للطن بالإضافة إلى إلغاء الرسوم الجمركية على أكثر من 180سلعة غذائية مهمة ومنح بدل غلاء معيشة.
كما اتخذت الحكومة عدة إجراءات تهدف إلى زيادة حدة المنافسة بين منافذ التجزئة من خلال إطلاق مؤشرات لأسعار السلع الاستهلاكية لكبح جماح الأسعار.
وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن حجم ما استوردته المملكة من الأرز البسمتي من الهند في عام 2006 و2007وصل إلى ا 316.8مليون دولار وهي الدولة الأولى المستوردة لهذا النوع.