Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/06/2008 G Issue 13054
الاربعاء 21 جمادىالآخرة 1429   العدد  13054
زعماء مجموعة الثماني يواجهون اختباراً حقيقياً لقيادتهم

نيروبي - من مايكل لوجان

مرة أخرى تحتل إفريقيا موقعاً متقدماً على جدول أعمال قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى والمقرر في اليابان في الوقت الذي تهدد فيه أزمة الغذاء العالمية بحدوث انتكاسة في التقدم الذي تحقق في القارة خلال السنوات الماضية. وتنطلق الدعوات من الهيئات المستقلة والنشطاء والمسئولين الحكوميين إلى زيادة المساعدات العاجلة حتى لا تنزلق القارة إلى المزيد من الفقر والجوع. وقد أدى إخفاق الدول الأعضاء في المجموعة في الالتزام بأهداف مساعدات التنمية التي وضعت بالفعل إلى شعور البعض بالقلق من أن المزيد من الالتزامات المادية لن يكون أكثر من وعود جوفاء. ورسم تقرير صادر عن (لجنة تقدم إفريقيا) التي أسسها رئيس الوزراء السابق توني بلير صورة قاتمة لمدى ابتعاد الدول الثماني الكبرى عن الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في مؤتمر جلينيجلز عام 2005. وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي يرأس اللجنة حاليا إنه مع استمرار معدلات التقدم الحالية فإن التزام الدول الثمانية بمضاعفة مساعداتها لأفريقيا بحلول عام 2010 لن يتم حيث يبلغ العجز الحالي 40 مليار دولار. ودعا عنان دول المجموعة إلى التعامل مع تلك الفجوة خلال قمة اليابان وحذر من أن (الوعود المهمة هي الوعود التي نفي بها). واختارت اللجنة ألا تكشف عن أسماء أسوأ الملتزمين لكن منظمة أوكسفام الخيرية حددت ألمانيا وفرنسا واليابان.. والتقى المدير التنفيذي لأوكسفام جيرمي هوبز مع رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا في 18 يونيو للدفع باتجاه التحرك من أجل أفريقيا. ويعتقد هوبز أنه ليست الاموال فقط هي ما تحتاج إليه القارة. وقال هوبز لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) (الأموال يمكن إيجادها عند الحاجة إليها.. لقد وجدوا أكثر من مليار دولار لمساعدة بنوكهم المتعثرة). وأضاف: إنها مسألة تتعلق بالارادة السياسية. وتتعرض جهود أفريقيا البطيئة للخروج من الفقر والمرض والجوع للخطر. وكان تم إلغاء نحو 60 مليار دولار من ديون القارة فيما هبطت معدلات الفقر بنحو ستة بالمئة تقريبا منذ عام 2000 كما انخفضت معدلات الوفاة بين الرضع والأطفال بحسب ما توصلت اليه لجنة تقدم إفريقيا. لكن اللجنة حذرت من أن أزمة الغذاء يمكن أن تجعل هذه التطورات بلا معنى لو لم تتحرك مجموعة الثماني بشكل (عاجل وحاسم). ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) فإن 21 دولة من بين 37 دولة هي الأكثر تأثرا بارتفاع أسعار الغذاء في العالم تقع في أفريقيا. وحث وزير الزراعة الكيني وليام روتو في كلمته أمام مؤتمر للفاو عقد بالعاصمة الكينية نيروبي الدول الأفريقية على الاستثمار في الزراعة وخصوصاً في مجال الري. وليس روتو وحده الذي يعتقد أن هذا هو الطريق إلى الأمام. وتقود الصين الطريق في الاستثمار في أفريقيا حيث تتلقى مقابل ذلك نصيبا من الموارد الطبيعية الوفيرة في دول أفريقية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية. لكن الكثيرين يشعرون بأن مفتاح دفع أفريقيا للأمام هو بدء الدول الثماني الكبرى في تقديم ما هو أكثر من الوعود الجوفاء. وقالت ماشيل: (لو اتفقنا على أن القارة حققت تقدما حقيقيا خلال العقد الأخير.. واعترفنا بأن أزمة الغذاء تهدد بعكس الكثير مما حدث فإننا نكون قد وصلنا إلى نقطة حاسمة). وأوضحت: (لا يجب أن يراود زعماء مجموعة الثماني شك عندما يجتمعون.. إنهم يواجهون اختباراً حقيقياً لقيادتهم. ملايين الناس في أنحاء العالم -ومثلهم في قارة إفريقيا- يطالبونهم بأن يفوا بوعودهم).














































 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد