أعلن عبدالله البطحي مدير عام مكتبات العبيكان أن السعودة تعتبر خياراً إستراتيجياً والتزاماً وطنياً وأخلاقياً لدى الشركة, خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية من تضخم نقدي ونسبة بطالة مرتفعة تخطت الـ(11%), وأكد أن تحقيق السعودة موضوع صعب وسهل في آن واحد فهو صعب عند محاولة تطبيقها دون تخطيط أو تهيئة صحيحة من نواح عدة, وعلى رأسها تحقيق الحد المعقول من التدريب المهني, من قبل المؤسسات والشركات, والذي يكفل انخراط الخريجين الجدد في العمل الفعلي مباشرة وبشكل منتج وفعال يستبعد اعتراضات واحتجاجات مالكي الشركات الذين يتذرعون بنقص الكفاءة العملية للشبان السعوديين للتهرب من توظيفهم.
وأضاف البطحي, بأن شركة مكتبة العبيكان من الشركات القليلة التي حققت كامل النسبة المطلوبة (30%) أو النسبة الطموح والتي أشار إليها معالي وزير العمل باعتبارها نسبة ممتازة لو تم تحقيقها حتى على المستوى العالمي, ويعمل في مكتبة العبيكان اليوم أكثر من (210) سعودي من أصل (700) موظف من كافة الجنسيات.
وعن أهمية التدريب المهني في شركات القطاع الخاص, أشار البطحي إلى ضرورة تبني خطة مرنة في كل شركة, يجري توسيعها باستمرار لاستيعاب وتدريب الطلاب والخريجين الجدد إضافة إلى الموظفين, وأضاف إن مكتبة العبيكان تستقبل سنوياً ما يقارب مائة متدرب من طلبة الجامعات والمعاهد, وتقوم بتوظيف قسم منهم بعد استكمال دراسته وإثبات كفاءته في الميدان العملي, كما أن الشركة تقوم بتدريب موظفيها بشكل دوري كل عام, من خلال شركات عالمية ومحلية معروفة, بهدف الارتقاء المستمر بمستوى العمالة على المستويات الإدارية والفنية.
ويرتبط تحقيق خطة السعودة إلى حد بعيد بالإعداد والتدريب المهني الجيد للعمالة الشابة وللخريجين الجدد من الجامعات والمعاهد التقنية, فقد كان نقص الخبرة المهنية للعمالة الوطنية الشابة, منذ البداية, سبباً رئيساً في عدم الوصول إلى النسبة المطلوبة, من لحظة صدور القرار (50) عام 1416هـ وحتى يومنا هذا حيث لا تزال العديد من الشركات تلهث وراء تحقيق نسبة السعودة دون جدوى, في حين أن (300) شركة أعلنت وزارة العمل عن اتخاذ عقوبات بحقها مؤخراً, لا تزال نسبة السعودة فيها صفراً.