قادت موهبة مايكل بالاك في تسجيل الأهداف الحاسمة منتخب ألمانيا لكرة القدم إلى الصعود لدور الثمانية بنهائيات كأس الأمم الأوروبية لكن يتعين على الفريق بالتأكيد أن يبحث عن حل لأزمة الثقة التي يمر بها خط هجومه إذا كان يريد الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك.
وسدد بالاك كرة صاروخية من ركلة حرة من 25 متراً بلغت سرعتها 121 كيلومتراً في الساعة ليقود ألمانيا للفوز 1- صفر على النمسا في المجموعة الثانية والتأهل لدور الثمانية لمواجهة البرتغال غداً الخميس في مدينة بال السويسرية.
وجاء الهدف الأول لبالاك في البطولة لتواصل ألمانيا عادتها في تسجيل أهداف عن طريق لاعبي الوسط، إذ إن لوكاس بودولسكي أحرز هدفين في اللقاء الذي فاز فيه الفريق 2- صفر على بولندا ثم أضاف هدفاً آخر في المباراة التي انتهت بفوز كرواتيا 2-1 .
ورغم أن مستوى بالاك أمام النمسا كان أقل من المعتاد مجدداً إلا أنه أظهر على الأقل احتفاظه بقدرته على تغيير نتيجة اللقاء بفضل لمحة من التألق مثلما فعل مرات ومرات في مشوار ألمانيا نحو الصعود لنهائي كأس العالم 2002م.
ويحمل هذا الهدف الرقم 37 لبالاك في 84 مباراة دولية وكان كافياً لمنح ألمانيا بطاقة التأهل لدور الثمانية ببطولة أوروبا للمرة الأولى منذ فوز الفريق باللقب للمرة الثالثة في تاريخه عام 1996 في إنجلترا.
وما دام بالاك (31 عاماً) في صفوف الفريق ستشعر ألمانيا دائماً أنها تملك الفرصة لتحقيق الفوز لكن سيتعين عليها حل مشاكل خط هجومها إذا رغبت في إزعاج البرتغال يوم غد الخميس.
وظهر ماريو جوميز بمستوى سيئ للغاية في مركز رأس الحربة أمام بولندا أمس الأول الاثنين فيما بدا أن ميروسلاف كلوسه يفتقد الثقة مرة أخرى لأنه كان دائماً يختار تمرير الكرة بدلاً من التسديد على المرمى.
وقال فيليب لام مدافع ألمانيا (نستطيع تطوير مستوانا في جميع المراكز سواء من الناحية الدفاعية أو بصناعة مزيد من فرص تسجيل الأهداف أيضاً. كان يجب أن نفتتح التسجيل منذ بداية لقاء النمسا). ولدى لام الحق في ذلك لأن ألمانيا كانت ستستمتع بمباراة أكثر سهولة إذا لم يخفق جوميز بغرابة في تسجيل هدف في الدقيقة الخامسة عندما أهدر فرصة وهو على بعد متر واحد من المرمى. وكانت هذه ثاني فرصة سهلة يهدرها جوميز في البطولة بعدما فشل في تسجيل هدف من نفس المكان في بداية مباراة ألمانيا أمام بولندا.
ويبدو بودولسكي اللاعب الألماني الوحيد الذي يلعب بثقة داخل منطقة جزاء الفريق المنافس وكاد أن يضيف هدفه الرابع في البطولة عندما سدد كرة أرضية قوية لكن يورجن ماشو حارس النمسا تصدى لها.
وسيكون لدى يواكيم لوف مدرب ألمانيا وجهة نظر مقنعة لإخفاقات ألمانيا في الشوط الثاني بعد طرده مع جوزيف هيكرسبرجر مدرب النمسا خارج الملعب بعد مشادة مع الحكم الرابع. وربما يرى لوف إن جوميز ليس في المستوى الذي يؤهله للمشاركة في هذه البطولة ويتعين أن يعيد بودولسكي إلى وضعه المعتاد في خط الهجوم. وربما تسفر عودة بودولسكي إلى خط الهجوم عن استعادة كلوسه لمستواه في كأس العالم عام 2006 عندما حصل على لقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف.
وتحتاج ألمانيا إلى تغيير ما لأن فرصتها في التقدم من خلال اللعب بهذه الطريقة ستصبح ضعيفة في مواجهة الفريق البرتغالي الذي يملك دفاعاً أقوى من النمسا بالتأكيد.