هل يسافر السعوديون في الصيف من أجل السياحة واكتشاف العالم والتعرف على شعوبه؟.. أم للاصطياف هرباً من الحر؟.. أم بحثاً عن جودة الخدمات وتوفر الحرية الشخصية؟.. أم أنها وسيلة يمارس فيها السعوديون الكسل وتغيير الجو من خلال تجمع الأسرة في مكان آخر مختلف بعيداً عن روتين حياتهم اليومي المعتاد؟.
هل لحرارة الجو العالية في بلادنا معنىً آخر للمصطاف السعودي فهو مجرد هارب من الحرارة.. بدليل أن لندن وأبها مدينتا جذب سياحي هائلة للسعوديين لأنهما ينعمان بدرجة حرارة في حدود العشرين حينما تلامس درجة الحرارة الخمسين في بقية أنحاء المملكة.. قد يكون هذا التحليل منطقياً لكن ماذا عن دبي وجدة.. فهما لا ينعمان بدرجات حرارة لندن وأبها لكنهما يزدحمان بالسياح أو لنقل بالمصطافين السعوديين رغم الحرارة والرطوبة.. لهذا فإن عامل الجو لا شك أنه عامل مهم لكنه مجرد عامل واحد من ضمن سلسلة عوامل.
وإذا لم تكن حرارة الجو هي الدافع للسفر.. فهل نقول إن الدافع هو طلب تغيير رتابة الحياة اليومية.. وأنها وسيلة مفتعلة تجمع الأسرة بشكل أقرب إلى بعض ثلاثة إلى أربعة أسابيع في العام.. الحقيقة أننا في السعودية ننعم بموسم سنوي مدته شهر يقلب حياتنا وبشكل لذيذ وممتع.. وهو شهر رمضان المبارك.. لذلك فإنني أرى أن هذه الرغبة مشبعة وبالتالي فإن هذا السبب ليس كافياً وحده.. أما القول إنها وسيلة مفتعلة حتى تقرب الأسرة إلى بعضها بشكل أكبر فهذا في نظري غير دقيق أيضاً.. فالنسبة العالية من السعوديين يعملون في حدود (6) ساعات في اليوم.. فنحن لسنا كاليابانيين نعمل (12) ساعة.. وبالتالي فإن السفر بداعي التقارب العائلي لا يصح أيضاً كسبب رئيسي في حالتنا.
إذا لم تكن السياحة السعودية بقصد الاستكشاف أو كسر رتابة الحياة أو زيادة التقارب العائلي أو الفرار من الحر اللاهب.. إذاً ما هو الدافع؟.. وللبحث عن إجابة ذلك السؤال.. لا بد أولاً من إجابة سؤال آخر وهو ماذا يفعل السعوديون حينما يسافرون؟.
بقراءة ماذا يفعل المصطاف السعودي حينما يسافر تجده (غالباً) يسهر الليل وينام النهار.. كما أنه لا يعرف خارج مكان سكنه إلا الأسواق والمطاعم وملاهي الأطفال والسينما إن كان يصطاف خارج المملكة.. هذا إضافة إلى أن جزءاً كبيراً من الاصطياف السعودي هو اصطياف ذكوري.. أما الدوافع الحقيقية وراء هذا النوع من الاصطياف فمتروك لفطنة القراء الأعزاء.
ما زالت المقالة لم تجب عن السؤال المطروح: ما هي دوافع السعوديين للسياحة؟.. وأترك إجابة السؤال للهيئة العامة للسياحة.