كثير من السياح يفضلون الإقامة في الفنادق التاريخية لما لها من عبق وأصالة ويشعرون أنهم في حقبة غير تلك التي ولدوا فيها.
وبعد أن أكمل مائة عام يقف فندق سميرأميس إنتركونتيننتال القاهرة كأسطورة يبجلها رواده المميزون، والذين عاشوا روعة تاريخ وجغرافيا المكان. عظماء القرن، وأثرياء العالم، وضيوف مصر من كل مكان توافدوا مراراً على الفندق التاريخي الرابض منذ قرن على ضفة النيل الخالد كحارس لأحد أرقى أحيائها حاليا والمعروف قديماً (بحي قصر الدوبارة) والذي جمع صفوة المجتمع في ذلك الوقت.
والفندق الذي افتتح في عام (1907م) كتلبية لحاجة مصر لمواصفات خاصة تتناسب مع قيمة وثراء ضيوف القاهرة في هذه الحقبة، وكان عليه أن يكون كالقصر فائق الفخامة ليليق بزوار العائلة المالكة والمشاهير والشخصيات العالمية المترددين على صالونات حي قصر الدوبارة الذين كانوا يقضون شهور الشتاء في مصر، وكان يجب أن يكون الفندق على نفس القدر من الفخامة أو يفوق أفخر فنادق باريس ولندن، كما أراد الخديوي إسماعيل الذي قاد حركة تجميل وتطوير مدن مصر.
والتاريخ يعيد نفسه فمازلت الشخصيات المهمة والمؤثرة على مستوى العالم تعرف طريقها إلى سميرأميس إنتركونتيننتال القاهرة، فشخصيات كبيرة وأسماء لامعة جاء أصحابها ليستمتعوا بجو الفخامة مع تلك الإطلالة الخلابة على نيل القاهرة وقلبها الذي لا يهدأ.
وإذا كان فندق سميرأميس قد احتفظ لنفسه بأسرار ما عرف بموسم اصطياد العرسان حيث كانت الأمهات البريطانيات يجئن لاصطياد أزواجاً مناسبين لبناتهن خاصة من بين ضباط الحامية العسكرية الإنجليزية التي كانت موجودة في بداية القرن الماضي, فإن أمهات هذا العصر يجئن بأسرهن إلى فندق سميرأميس الجديد الذي افتتح عام 1987 لاصطياد اللحظات السعيدة, واستعادة الذكريات الرائعة عام بعد عام.