بمناسبة الاحتفال بمسابقة (الأفلام السينمائية السعودية ) ما يستدعي (السؤال)
عن البيئة التي ولدت ونشأت بها تلك الأفلام..
والمضامير التي تسابقت فيها.. حتى يكون الاحتفال بموعد تسابقها وإعلان نتائجها..؟
** وإذا كان التسلسل الطبيعي والمنطقي يتطلب إدراك المعطيات.. وتتبع السياق وصولاً إلى النتائج.. أو وضع الحصان أمام العربة.. (كما يقول - ولا يفعل - المسرحيون) وليس العكس..
** فإني أتساءل عن المسار الذي احتوى تلك الأفلام .. والدور التي عرضتها..
- إن لم تكن المناسبة برمتها (بالون اختبار) لقياس نوعية (القبول الشعبي) لهكذا ممارسة ثقافية ..وردة الفعل تجاهها..!
** ..ثمة قفز لا أعلم ما يبرره على منطق الأشياء وطبيعتها ..يسوِّغ سؤالاً بريئاً مفاده: هل تمثل السينما لدينا ..دور ما لم يرد به نص ..فيكون حمله على الأصل (الإباحة) هو المعوّل عليه ..؟
وإذا كان ذلك كذلك - ولا أظنه - فلم لا يمارس السينمائيون حقهم في إنشاء دورهم وتأهليها.. وتنظيم جهودهم.. أو استثمار الدور الجاهزة لأغراض لم تكن العروض السينمائية في وارد منشئيها.. لعرض أفلامهم, أو تنظيم فعاليات وبرامج تخصهم..؟
إلا إذا كانوا ينتظرون مبادرة الجهة الرسمية (وزارة الثقافة) حتى يضمنوا حماية حق.. تواطأت قوىً ما.. على تصنيفه في خانة المحظور.. فسُلِم لها بانهزامية بما تريد ..
** أم أننا نحتاج إلى السفر (خارج البلاد) لمشاهدة الأفلام السعودية.. والحديث هنا عن مبدأ وجودها.. وافتراض وجود صالات عرض تقدمها - ويالهذه التطلعات المتقشفة..!-
** ........... أدرك السابقون الأولون من جيل قبل جيلي.. في شبابهم المبكر.. (صالات عرض سينمائية) بالمدينة المنورة ..وكذا كان الأمر في حواضر المنطقة الغربية من بلادنا..
دور كانت تستورد الأفلام وتقوم بعرضها ..وكان الحال والأمر كذلك ثمة التزام بمحددات الثقافة المجتمعية ومقتضيات الآداب العامة.. وحقيقة المحافظة الاجتماعية والدينية بجوهرها الحقيقي ..
كان ثمة نافذة للترفيه حينئذ ..وكانت تلك الدور تحتكم إليها كغاية رئيسة لها ..
** أما اليوم فقد صار الترفيه ثقافة.. و(الثقافة صناعة).. والسينما من مقومات تلك الصناعة.. تتطلب عناصر فنية وتقنية ومادية.. وبيئة
حاضنة وواعية.. وقبل ذلك فكر مرن..
يحاور (أقطاب الممانعة) بهدوء وعقلانية
ويؤمن بحقهم بالرفض وفقاً لحيثيات
وجيهه في نظرهم .. في رفض الدخيل الجديد..
وتقويض إرهاصاته الأولى.. والتحذير
من مغبة تبعاته كما يتصورونها..!
** ..(المفارقة) أن بلادنا .. تكاد تُتَوج على قمة الهرم في فن أدائي كالغناء على مستوى العالم العربي..
وتنتج أعداد لا بأس بها من الحقيقيين والأُصلاء.. والدخلاء المزيفين في هذا المجال.. بينما تبقى السينما في حيز المحظور.. (.... ...).. وفي الإعلان عن شامبو (الشعر).. المُغطى بالطرحة الذي يقدمه تلفزيوننا.. ما يبرر أو يكرس أو يعلل
- على السواء - عناصر تلك المفارقة.....
.... والله المستعان
md1413@hotmail.com