إن هذا التلاحم الأسري الممتد من قمة الهرم حتى قاعدته العريضة الضاربة في جذور الأرض، هذا النسيج الاجتماعي الذي يربط الأسرة المالكة الكريمة بكل أبنائها في كل أنحاء مملكتنا الغالية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
هذا الوطن ظلُّه وارف والحمد لله الجميع يتفيأ ظلاله في حمأة القيظ وزمهرير الشتاء هذا الوطن الصامد برجاله نذود عن حياض الوطن ونفديه بأرواحنا وبكل غالٍ ونفيس يتحطم على جدرانه أعداء السلام والإنسانية، فلا يبقى بعد ذلك غير الحق والصدق مع الذات. شرعنا ودستورنا كتاب الله العزيز وهدينا سنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
الحب والانتماء واللذان يتحولان إلى درس يتعلم منه كل من يعيش على ثرى هذا الوطن المعطاء. كيف يكون المسؤول أخاً وشقيقاً وقرة عين، كيف يتجسد الوطن في رجل وكيف يتحول الرجل إلى وطن.. نحن في بلاد الحرمين الشريفين يربطنا نسيج اجتماعي ووشائج قربى ينصهر الجميع في بوتقة الحب والولاء لا ينفصم عراه بإذن الله.
باقة الورد مهما أعطت من عبق فإنها تبقى من حديقة كبيرة أصلها الخير ونبع الوفاء وترتوي من ضمائر حية، تعرف قيمة الإنسان لأنهم يخاطبون الوجدان والإنسانية، أولئك أبناء الملك المؤسس - طيب الله ثراه - فهم توارثوا هذه المبادئ والمثل والقيم من آبائهم وأجدادهم لا يدخرون جهداً في خدمة دينهم ووطنهم وشعبهم حتى شمل خارج حدود هذا الوطن الكبير.
ولا غرو على سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز أيدهم الله الذين دأبوا على خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم، وهذا ديدن ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة.. شرقية الخير لأهل الخير من ملك الخير جولات مكوكية لا تتوقف من أجل مسيرة الوطن وأبناء الوطن. وضع حجر الأساس للمدينة الجامعية والمستشفى الجامعي بالدمام التابعين لجامعة الملك فيصل، وكذلك مركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات الاستشارية، كما دشن عدداً من المشاريع بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، مشروع إسكان طلبة جامعة الملك فهد، (المرحلتان الأولى والثانية).
كما وضع أدامه الله حجر الأساس لمشروع مركز الابتكار ومشروع عمادة القبول والتسجيل إلى باقي المشاريع الأخرى التنموية الحضارية والتي لا يتسع المجال لذكرها.
في بداية زيارته للمنطقة الشرقية استهل الملك الصالح الملك العادل الزيارة الميمونة برعاية كريمة مناسبة مرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس شركة أرامكو السعودية، شرّف احتفال الهيئة الملكية للجبيل وينبع ووضع حجر الأساس ودشن تسعة وعشرين مشروعاً تنموياً وصناعياً باستثمار يربو على ثمانية وستين مليار ريال. ما أروع هذه الرؤى الثاقبة التي تخاطب العالم بأسره مشاريع عملاقة بمئات المليارات تصب كلها في صالح أبناء الوطن لتجسد بعد النظر واستشراف المستقبل - إن شاء الله - لقيادتنا الحكيمة تجاه الوطن ومواطنيه.. ليزهو هذا الكيان الكبير وليمضي قدماً بسواعد أبنائه ورجاله المخلصين ليواكب التطلعات والطموحات.. كما هي الشرقية هي بقية مدن وقرى وهجر المملكة وهذا العمل الدؤوب الذي توليه حكومتنا الرشيدة وبمتابعة شخصية من أبي متعب من اهتمام منقطع النظير ما هو إلا تأكيد على حسن التخطيط والتنفيذ وعلى مستوى جميع القطاعات من تعليم، صناعة، صحة، اقتصاد، فكلها تلقى الدعم المطلوب.
إن هذه المشاريع الطموحة ستضم قطاعاً كبيراً من أبنائنا وبناتنا وتتيح فرصاً كبيرة للعمل كما هو الحال بالنسبة لأمننا وأماننا الذي يسهر على راحة هذا الوطن بقواته المسلحة في مختلف قطاعاتها ورجال أمن ساهرين على راحة المواطن والمقيم ومكتسباته الحضارية.. العجلة تسير والخير وفير لأبناء الخير في بلاد الخير من ملك القلوب ملك المحبة والإنسانية.