ننطلق من نقطة وردت فيما أضاف الإخصائي النفسي العزيز فهد الأسمري وهي نقطة (أسلوب الحوار بينهما) فهو إن لم يتحقق بشكل راق وواع ومنطقي ومهذب قبل المشكلة أو في أثنائها فلابد أن يوجه إليه من قبل الحكماء من ذويهما إذ يتعين شرعا وجود حكم من أهله وحكم من أهلها... قبل أن تنقطع آخر شعرة في العلاقة ويتفرقان فيغني الله تعالى كليهما من سعته كما وعد ووعده الحق...
فالحوار بين المختصمين من أهم دعائم إبلاغه وبلوغه المراد أن يكون بينا فصيحا ينطق بالحق ولا يتوارى باللمز ولا يجرح بالكناية ولا يتلوث بالشتيمة بل ينتقي من الكلام أوضحه وأقله وأبلغه في أدب ينم عن خلق ويوصل رؤية ويحقق غاية... وهو بهذه الصفات على الطرفين لا على أحدهما التمسك به وسيلة للتعبير عند المواجهة أو عند النقل... وكثير من المشكلات تعقدت بسبب سوء الحوار... وفشلت الحلول عند تحول الحوار للتعدي بين طرفيهما..
وتطول مدد الشقاق... وتتداخل النفوس الكثير من رواسب الفرقة وآلام الغنصال... بل غالبا ما تبدأ المشكلة صغيرة وتتحول إلى سعة لا يمكن رتقها أو لمَّها بسبب سوء التعبير وحدة النقاش وطعم التجريح فيه... وخلطه بغير الحقائق ودعمه بأحداث تعزيزية غير حقيقية...
ولو علم الطرفان أن الحياة أهون من أن يحدث فيها مثل هذا... وأن أحدهما لا يضمن موته في لحظة مباغتة قد تأتي عند حوار... وتخيل كيف سيواجه ربه ظالما فيخسر... أو مفرطا فيندم... لغير مجرى مواقفه من أية مشكلة تمر به... فما بال بتلك التي تحدث بين اثنين توحدا تحت سقف العشرة وكان بينهما فضل كبير وعلاقة رحمة حلال...؟ تقول ( ف. ع. م.): (أشكر لك كثيرا فتح ملف همومنا وقد ترقبنا من سنة هذا الموضوع حسب وعدك... سأحدثك: خطبني من خالي ووافق الأخير بدون أن يأخذ موافقتي وادعى أنه فاضل لا يمكن التفريط فيه وأنا يتيمة أعيش مع أمي المطلقة وإخوتي في منزل خالي،، ليس مع زوجته بل في ملحق ببيته... وكنت أدرس بنات الجيران وأعيش بما أحصل عليه مع ما يصرف خالي، عيشة أقل من عادية لأننا أحيانا نشتهي أشياء ولا نحاول الضغط عليه... بعد أن وافقت لأن خالي قلب الملحق علينا جحيما هو وزوجته عندما رفضت، هربت بالموافقة من هذا الموقف بعد أن قالت لي أمي ربما يكون فعلا رجلا فاضلا وترتاحين يا بنتي. وتزوجت لأجد نفسي خادمة لأم زوجي المريضة ولابن له كبير ومشلول وهو يعيش في بيت آخر مع زوجته أم أولاده... تعبت، طلبت الطلاق رفض ثم ضربني فهربت لأمي... كل شيء يتم بالصراخ خالي يصرخ.. هو يصرخ... صليت لربي أن يمنحني نعمة الصمم فماذا أفعل؟)...
(يتبع)