محاكاة الآذان ينطلق من ثاني مسجد جديد بإيطاليا
الواقع والهم الذي يعيشه الناس من أهم الأمور الجذابة للاستماع والإفادة، ولا شك أن الناس ينتظرون من خطيب الجمعة ما يبعث عندهم الآمال ويفتح لهم الآفاق ويزعهم إلى فعل الخيرات ويردعهم عن فعل المحرمات، وهم دائماً إلى الميسرين من الخطباء والمبشرين والمرغبين أميل، والمناسبات التي تفتح للخطيب أبواب الدخول إلى قلوب الناس واستمالة عواطفهم إلى ما ينفعهم كثيرة، منها زمن الاختبارات في المدارس النظامية، فإذا أدرك الخطيب جيداً أن الناس تجاه هذا الأمر في حالة من الاستنفار عجيبة يشترك فيها مع الطلاب الأولياء والمعلمون والمسؤولون وعرف من خلال خطبة الجمعة توجيه الخطاب الجيد لهذه الطبقات لاشك أنه موقف.
أما إذا اهتم بطبقة دون أخرى فإن الفائدة لاشك أنها أقل، ومن هنا وتجاه أمر الاختبارات أحب أن أضع بين يدي إخوتي الخطباء نقاطاً يمكن أن يفيدوا منها:
أولاً: مراعاة ربط الاختبار الدنيوي بالاختبار الأخروي وتقريب الشبه بين الاختبارين ليتذكر المستمعون ما هم قادمون عليه لا محالة فإليه مسير المصير.
ثانياً: البعد عن عدم التقليل من أهمية هذه الاختبارات بالدرجة التي تجعل السامع يستهجنها ولا ينشط للاهتمام بها فينتج حينها جيل لا يعبأ بمتطلبات الحياة ولا ينهض بأمته لمعالي الأمور، فإن الملاحظ على بعض الخطباء بمناسبة الاختبارات استغلال هذا الأمر بجعل الخطبة كلها عن الاختبار الأخروي، والله تعالى يقول: ولا تنس نصيبك من الدنيا.
ثالثاً: تحوير الخطاب لتصير الأعمال الدنيوية معينة على أعمال الآخرة.
رابعاً: توجيه الخطاب للطلبة، يختلف عن توجيهه للأولياء، وكذلك يختلف عن توجيهه للمسؤولين فأمثل طريقة لتوجيه الخطاب للطلبة ذكر بعض القدوات من رجالات هذه الأمة في غابر الزمان وحاضره ليتأسى النشء فيهم وفي أعمالهم.
ولتوجيه الخطاب للأولياء يرتكز على حسن النية والقصد من تعليم أبنائهم وهو رضا الله والدار الآخرة ورفع الجهل عن الأبناء والنهوض بالأمة إلى مصاف الدول التي هي في طليعة الدول النامية، وتوجيه الخطاب للمسؤولين إن كان منهم من يحضر فيكون الخطاب حول الأمانة وخطر الخيانة.
* حائل