لكل عظيم جنود، ولكل ملك أعوان ووزراء، ولا ينتظم أمر الزعماء والعظماء إلا بهذا، ولا يستغني أحد منهم عن من يسانده في ملكه، ويعاضده في أمره، حتى الأنبياء والمرسلين، وهذا محمد صلى الله عليه وسلم كان له وزير صدق أبوبكر ثم عمر.. الخ.
أما الجبار المتكبر فإنه غني ويستغني عن كل أحد فلا وزير له ولا مستشار تعالى وتكبر عن هذا كله، حتى الجنود هو في غنى عنهم، ولكنه جعلهم لحكم عظيمة، {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }(4) سورة الفتح، فمن جنوده الملائكة بقيادة جبريل.
وكذا الريح التي دمرت عاد، والصيحة التي أهلكت ثمود، والخسف الذي أخذ قارون، والأحجار التي نزلت على قوم لوط، والماء الذي أغرق فرعون، والطوفان الذي التقم قوم نوح، والجراد، والقمل والضفادع والدم، والحر والبرد والأمراض على اختلافها وتنوعها والأتربة والغبار، وهنا أقف معك أخي القارئ!!
وأقول: يتحدث الجميع، كما تتحدث وسائل الإعلام، وعلماء الأرصاد عن أسباب الأتربة والغبار، الذي اجتاح بلادنا ودخل إلى بيوتنا، ونفذ من نوافذنا، وكذا إلى سياراتنا وفرشنا، ولم نستطع له دفعاً أو منعاً.
هذا الغبار الذي هو أهون شيء وأخفه في نظرنا، مع ذلك عجزنا أن ندفعه أو نرفعه، فكيف لو كان الأمر أعظم من أن يكون غباراً أو تراباً.
إن التراب والغبار من جند الله {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} تحدثنا عن أسبابه ومن أين جاءنا، ولكننا نسينا أن نتحدث عن الحكمة من هذا الغبار والتراب.
أخي القارئ: إن الناظر في أحوالنا، وللأسف الشديد يتألم أشد الألم من وضعنا وحالنا، فأين حق الله ثم حق الدولة والوالدين ثم المجتمع والناس؟!.
ربنا يغضب متى شاء وكيف شاء، ويرضى سبحانه ويحب ويكره، ولم لا يغضب الكبير المتعالي سبحانه؟، والقرآن يهان ويرمى في أمريكا! ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم يسب ويشتم في أوروبا! وفي الشرق يعبد غيره! بل في أقصاه ينكر وجوده! أما في الشرق الأوسط وبلاد المسلمين، فحدث عن أكل الربا والتحايل عليه نعوذ بالله من ذلك، يقول الله عن اليهود وهم قتلة الأنبياء {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} (161) سورة النساء.
الله أسأل أن يرفع عنا الأتربة والغبار، وينزل علينا مطراً يغسل أرضنا، ويطهر قلوبنا، ويثبت أقدامنا. وإلى اللقاء.
* المجمعة