الخرج - الجزيرة
أكد فضيلة مدير الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الخرج الشيخ عبدالله بن محمد الخليفة أن طبيعة منهج ودراسة طلاب جمعيات القرآن تعطيهم لقاحاً فعالاً ضد الانحرافات والخيانة والإجرام لما لديهم من علم يقين بأنهم مبعوثون ومحاسبون عن أعمالهم قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، وفوق ذلك يعلمون أن عليهم رقابة دقيقة تتمثل في قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}}، فإذا آمن بأن الله تعالى لا تبعده المسافات، ولا تحجبه الظلمات، ولا تختلف عليه اللغات بل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور توقف عن العدوان، بل عالجه عند الآخرين، مشيراً إلى أن طالب القرآن محصن بإذن الله من منهجه وعلمه، وما يمر عليه من نصوص إذا تزود بها هي كلية الطب وفي تخصصات الأمن بأنواعه تشع أضواؤهم في المجتمع جاء في الحديث: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، ملفتاً النظر إلى أن علاج أمراض المجتمع كلها يكمن في القرآن وأهله هم الذين يخرجون لنا كنوزه ويصححون المفاهيم الخاطئة ليس لأنفسهم فقط، بل لذويهم للأخ والأخت والأب والأم والصديق والزميل وهكذا تشع أنوار القرآن توعية وإرشادا وهداية، وتعس من ظن السلامة في غيرها من أنظمة وضعية أو رأي مخلوق.
وقال الشيخ عبدالله الخليفة - في حديث ل(الجزيرة) -: إن التوجيهات القرآنية مصدرها من الذي خلق الناس وصاحب الصنعة أعلم بأسرارها وما يصلحها ويصونها، أما يكفي لمن يشككون في العلاج قوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، فإذا آمنا بهذا المبدأ بأن الله أعلم بما يصلح الخلق عقيدة وتعاملا وسلوكا وتجنبا للظلم واتضح الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فلزوم الحق واجب قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فالقرآن أساس الحياة السعيدة ولا مراء في أنه لا يوجد مجتمع سليم يعمل بنظام بشري يقول الله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، ويقول تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
وقال: إن المتأمل في هذه النصوص الكريمة يدرك الفرق بين حياة الأمن والسعادة وحياة الخوف والرعب وزعزعت الأمن والنهب والسلب وضياع الأعراض والأموال والأنفس، فحياة الخوف نعوذ بالله منها لا تقارن بحياة الاستقرار والأمن والاستقامة، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }، فمع عظم هذه المصائب كل واحدة أكبر من أختها إلا أنه بدأ بالخوف نسأل الله العافية فمن المستحيل أن يغفل طالب القرآن عن هذه المبادئ أو يكسل في طلبها أو الهرب نحو مبادئ السوء فالقرآن حصن حصين لطلابه.
وزاد قائلاً: إن دورنا أن نلفت أنظار الدارسين إلى ذلك ولكن نكون مهما بلغنا من الطريق والخبرات والتخصصات لن نكون أبلغ ولا أنفع للأمة من القرآن في تجنيبه دارسيه من مزالق الفتن وقد أوضح الله لنا في القرآن سنة الله في خلقه مع هذه النصوص الصريحة والمتعددة وفي كف شر النفس وقد وجد في قديم الزمان من أعمى الله بصائرهم فصدوا عن السبيل وادعوا الإصلاح في مسلكهم الذي هو كله شر وفاحت رائحة الإفك على القرآن وأهله من أفواههم وأقلامهم العجب العجاب وإخفاء الحق والمكابرة وسبحان الله عدم إيمانهم بالقرآن جعلهم ينسبون إلى القرآن وأهله أوصافاً هم بها أولى قال تعالى في وصف سلفهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}.
وشدد الشيخ عبدالله الخليفة على أن العلاج الأول والأخير لأمراض المجتمع وضرورة استتاب الأمن فالأمن والإيمان قوام حياة الأمم انظر قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } (155) سورة البقرة. وبدأ بالخوف لأنه أخطرها وأنكدها مع عظم المصائب الأخرى.
وفي سياق آخر، أبان فضيلته مجموع الدارسين والدارسات في حلقات الجمعية يبلغ 932 منهم 853 دارساً، بينما يبلغ عدد الدارسات في المراكز النسائية 392 طالبة، أما عدد الذين أتموا حفظ كتاب الله في الجمعية خلال هذا العام فيبلغ 61 طالباً، و7 طالبات.
وشدد الشيخ الخليفة على أهمية توفير الإمكانات المادية للجمعيات القرآنية حيث إن أي جمعية لا تقف على أقدامها إلا بإمكانات مادية وحتى لو وجد مدرسون محتسبون فاحتياجات الجمعية متعددة غير مكافآت المدرسين كحوافز المكافآت والنقل وأجور الدور النسائية إذا لم يتوفر لدينا ملك ولدينا ولله الحمد أربعة مراكز نسائية منها ثلاثة في مبان ملك للجمعية، أما مشاريعنا الوقفية وإيرادات الاستثمار فهي أقل من المطلوب فالخرج ليس مثل مكة والمدينة والرياض في توفر أصحاب الثروات الذين لديهم قدرة واحتساب، ونشاطات الجمعية تقوم على إنفاق المحتسبين من غير الخرج مثل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - وفقه الله ورعاه - له فله وقف على الجمعية مؤجر، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز - جزاه الله خيراً -، ولدينا ثلاث عمائر تؤجر، ولكنها لا تكفي؛ لأن الرواتب وحدها قرابة ثمانمائة ألف ريال سنويا ولهذا لا نجد الجرأة لفتح مزيد من الحلقات رغم وجود طلبات لبعض الأحياء ذكوراً وإناثاً ولعل في الباحثين عن مزارع الآخرة من يقرأ كلامي هذا ويتبنى مشروع مقر الجمعية حيث توجد أرض منحة من مجلس الوزراء وسط السوق ولو تم بناؤها فيها محلات تجارية في أهم شارع في الخرج طريق الملك عبدالعزيز.