Al Jazirah NewsPaper Friday  13/06/2008 G Issue 13042
الجمعة 09 جمادىالآخرة 1429   العدد  13042
رياض الفكر
شكراً للبلديات
سلمان بن محمد العُمري

منذ أمد بعيد كنت، وكل مسافر براً، يتمنى هذا القرار التعميمي السعيد الذي أصدره صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية -حفظه الله- فقد تضمن توجيها لكافة الأمانات والبلديات بضرورة العناية بالمساجد الملحقة بمحطات الوقود داخل المخططات الهيكلية للمدن والقرى، وعلى الطرق الإقليمية، وأن تكون إقامة المساجد والعناية بها من أحد الشروط الرئيسة للمواقع المخصصة للاستثمار لمحطات الوقود، كما أكد سموه على أهمية تفعيل دور لجان المتابعة، وتشديد الرقابة على محطات الوقود للتأكد من التزامها بالتعليمات، وطالب أن تتحمل البلديات مسؤولية أي تجاوزات لتطبيق الأنظمة والتعليمات على المخالفات، تكون ناتجة عن تقاعس أو تهاون أجهزة الرقابة فيها عن القيام بواجباتها. وقبل أن أعلق على هذا الموضوع، أتوجه بالشكر الجزيل، وخالص الدعاء لصاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية، وأسأل الله ألا يحرمه أجر ذلك، ودعاء المسافرين، وهو الدعاء المستجاب بإذن الله، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما يجدون المكان المناسب لأداء صلواتهم، والراحة من عناء السفر، وليست هذه أول مبادرة لهذه الوزارة، ولا آخرها بإذن الله، فقد صدرت قبل عدة سنوات قرارات تلزم أصحاب الأسواق التجارية الكبرى بوضع مكان مخصص لأداء الصلاة للرجال والنساء، واعتبار ذلك من الشروط الرئيسة في الترخيص لهذه المنشآت. وأعود إلى موضوع مساجد الطرق، والتعليق عليها، وأقول:

- إن بيوت الله واحدة في المدن أو القرى أو الهجر، وداخل المدن وخارجها، ويجب العناية بها، وصيانتها، والاهتمام بها، وإظهارها بالمظهر اللائق.

- إن مسؤولية وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وإمكاناتها، تنحصر في المساجد داخل المدن، فهي تبنى بتراخيص من قبلها، وتعين لها الأئمة والمؤذنين والخدم، أما مساجد الطرق فلا شأن للوزارة بها، وتبنى بتراخيص من البلديات، ولا تلتزم الوزارة بتعيين الأئمة لها، لأنه لا يوجد أئمة ثابتون لها!

- في المساجد الكائنة داخل المدن لا يألو الأئمة والمؤذنون جهداً مع جماعة المسجد في التعاون على صيانة المسجد، وتدبير ما ينقصه من خدمات، ويتابعون مع الجهات المسؤولة عن احتياجاته، أما مساجد الطرق فهي لعابري السبيل، والمسافرين.

- مراقبو البلديات عملهم متواصل بالمراقبة على الإنشاءات، وصحة البيئة في داخل المدن وخارجها، وقيامها بهذا الجهد فيه واجب شرعي ووطني، فالشرعي يتمثل في كوننا مسلمين، ويهمنا الاهتمام ببيوت الله، والأمر الآخر أن خدمات الطرق، ومن بينها المساجد ومرافقها، مظهر من المظاهر التي يمر بها المسافرون إلى بلادنا، وعبر بلادنا، ولابد أن تكون حسنة، وتعطي انطباعاً حسناً، فكل المسافرين براً من وإلى دول الخليج، القادمون والخارجون منها، يمرون ببلادنا، ومن يأتون من البلدان العربية المجاورة طوال العام، وفي أثناء مواسم الحج والعمرة، ويتوقفون عند هذه المحطات، والاهتمام بمظهرها والعناية بها جزء من المسؤوليات العامة لأجهزة الدولة، وهي واجهة حضارية مهمة لبلادنا، ولابد من الاهتمام والعناية كذلك من وزارة النقل فيما يخصها، كما أنه لابد من دور فاعل في المتابعة من هيئة الرقابة والتحقيق للتأكد من تنفيذ تلك التوجيهات.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (..إماطة الأذى عن الطريق صدقة).. وفق الله الجميع.. وسدد الله الخطى.



alomari1420@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد