Al Jazirah NewsPaper Friday  13/06/2008 G Issue 13042
الجمعة 09 جمادىالآخرة 1429   العدد  13042
المواطن هو وسيلة الحماية الأولى من أي تسمم غذائي ...
د . زكي: كل الخشية أن يندمج انفلونزا الطيور مع فيروس آخر

أقيمت بعد مغرب أمس الأول في قاعة المحاضرات في بلدية عنيزة محاضرة للدكتور محمد زكي أستاذ ميكروبيولوجي الأغذية والصحة العامة كلية التقنية الزراعية ببريدة بعنوان (التسمم الغذائي وجرثومة المعدة)، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة قضية جرثومة المعدة والمشاكل التي قد تسببها للإنسان، وكذلك محاضرة (الأغذية العصرية وزيادة انتشار الأمراض) للدكتور أحمد محمد عبد السلام قسم علوم الأغذية وتغذية الإنسان - كلية الزراعة والطب البيطري - جامعة القصيم.

وقد أتت المحاضرة الأولى على الكثير من مسببات التسمم الغذائي، حيث قال الدكتور في محاضرته: إن من المسلّم به أن الإنسان لو التزم بتوجيهات الإسلام، ونفذ أوامره واجتنب نواهيه لتخلص من كل أسباب المشكلات البيئية، ذلك أن اللَّه سبحانه وتعالى خالق النفس البشرية، يعلم ما يصلح أمرها، وكذلك ما يضرُ بها، ويوردها المهالك.

وتستخدم عبارة التسمم الغذائي لكل الحالات المرضية التي تتظاهر الاقياء والإسهال وآلام فى البطن يكون السبب فيها تناول الأغذية الفاسدة أو المشروبات الملوثة بسبب معدي، سواء أكان جرثومياً (باكتريا) أو (فيروسات)، بما فيها الماء الملوث أو الأطعمة الملوثة بذيفانات تلك الجراثيم، وهذا يشكل خطراً يترافق بشكل خاص بالأطعمة، وخاصة الأطعمة التي حضّرت بطريقة بعيدة عن الالتزام بشروط التعقيم الطبي الصحي الصحيح..

كما أكد الدكتور على ضرورة تطوير الرقابة الذاتية ووعي المستهلك، لأن الرقابة الحكومية لا تكفي لمنع حالات التسمم الغذائي.

وأردف الدكتور قائلاً بأن الأكثر عرضة للتسمم الغذائي هم الأطفال وكبار السن نتيجة الضعف المناعي لديهم، كما وقد لوحظ فى السنوات الأخيرة زيادة كبيرة فى نسبة الإصابة بالسالمونيللا، وربما كان راجعا إلى زيادة حركة التجارة العالمية فى الحيوانات والأعلاف والأغذية ذات الأصل الحيواني انتشار الوجبات الجاهزة (السريعة)، ومن أعراض الإصابة بهذا الفايروس إسهال، مخاط ودم، مغص، حمى وتقلصات ... وفترة حضانة الفايروس من (6 حتى 36 ساعة) ويمكن للإنسان وقاية نفسه منها بالتسخين الجيد للطعام قبل تناوله والاهتمام بنظافة مياه الشرب.

تطرّق الدكتور بعد ذلك لعدد من الأمراض التي قد تنتج عن الأطعمة غير الصحية وعن مسببات تلك الأمراض وطرق الحماية والوقاية منها.

وقد تفاعل الجميع مع تلك المحاضرة التي نقلت لهم معلومات شاملة عن جرثومة المعدة والتي يعاني منها عدد كبير من الناس، حيث أوضح الدكتور بأن ما يقارب 50% من الناس تشكو من هذه الجرثومة.

وتحدث كذلك عن مرض أنفلونزا الطيور ومخاوف العلماء من أن يكون وباء عالمياً، كما يخشون أيضاً من أن الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان، ليشكلا معاً نوعاً جديداً من الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص لآخر، ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساساً بنوع من أنواع الأنفلونزا بفيروس أنفلونزا الطيور، وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه، زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.

ومن ثم وبعد فراغ المحاضرة، قدم المشرف العام على الحملة الدكتور خالد المطلق درعاً تذكارياً للدكتور محمد زكي تقديراً للمشاركة الفاعلة في الحملة.

بعد ذلك قدم الدكتور أحمد عبد السلام المحاضرة الثانية في ذلك المساء والتي كانت تدور حول الأطعمة العصرية وزيادة انتشار الأمراض، حيث أوضح أن مسببات زيادة انتشار الأمراض يعود لعدد من النقاط من أهمها الإفراط في تطبيق التقنيات الحديثة في الزراعة والتصنيع الغذائي والإنتاج الحيواني وخروج الإنسان عن الطبيعة وعن النظام البيئي في زراعته وغذائه وشرابه، حتى أصبح غذاؤه بلا فائدة بل قد يصبح غذاءً ضارًا بالصحة ومصدرًا لكثير من الأمراض، معتبراً أن هذا هو الغذاء العصري، وحيث أدى التطور الهائل في التصنيع الغذائي والإفراط في استخدام المواد الحافظة والملونات والمثبتات والمستحلبات ومكسبات الطعم والرائحة والمحليات الصناعية إلى زيادة ظهور الكثير من أمراض العصر مثل أمراض السرطان والفشل الكلوي وتليف الكبد وغيرها وزيادة معدلاتها بصورة مخيفه، كما أدى الاعتماد كثيراً على الوجبات السريعة والطعام الجاهز إلى حدوث تغيير في الحياة الفطرية والطبيعية والخروج عن النمط الطبيعي للحياة الأسرية، بالإضافة إلى ظهور الأعراض المرضية والمشكلات الاجتماعية، وقد كثرت في الآونة الأخيرة أبحاث استخدام الكائنات والنباتات المعدلة وراثياً وأنتجت الكثير من الأغذية والأعلاف المعدلة وراثياً والتي يربط كثير من العلماء بينها وبين أعراض الأمراض العصرية وظهور أمراض لم تكن موجودة من قبل، كما أن الإنسان تدخل ليفسد حياته فقام بالإفراط في استخدام مبيدات الآفات والمخصبات انتشار تطبيق المعالجات البيولوجية للأعلاف .. كما تحدث الدكتور عن أضرار مشروبات الطاقة والتي قد انتشرت انتشاراً مذهلاً في هذه الأيام، حيث تسبب القلق بعد فترة من تناولها بسبب الكمية الكبيرة من الكافيين، فبعد فترة من الزمن يستهلك الجسم الكافيين فتقل نسبته في الدم بعد تخلص الجسم منه فيؤدي ذلك إلى حالة من القلق، وتلك حالات مشابهة لتأثير المخدرات، كذلك عدم انتظام ضربات القلب، ومشاكل النوم وبعض الأعراض النفسية (الانسحابية) والصداع, ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الدم ومشاكل تسوس الأسنان، وتقليل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية للمواد المخدرة.

بعد ذلك وعند فراغ المحاضر قدمت له الحملة ممثلة بالمشرف العام عليها الدكتور خالد المطلق درعاً تذكارياً من الحملة بعد مشاركة ايجابية وفاعلة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد