Al Jazirah NewsPaper Friday  13/06/2008 G Issue 13042
الجمعة 09 جمادىالآخرة 1429   العدد  13042
ماذا بعد انهيار الائتلاف (البرتقالي) بأوكرانيا؟

موسكو - سعيد طانيوس

بدا الائتلاف (البرتقالي) الحاكم في أوكرانيا هشاً أكثر مما كان يعتقد حتى أشدّ خصومه؛ إذ انفرط عقد هذا الائتلاف الموالي للغرب وغير المستقر أصلا بمجرد انسحاب نائبين منه، أحدهما من ائتلاف تكتل يوليا تيموشينكو التي ترأس الحكومة الاوكرانية، والثاني من كتلة (أوكرانيا بلدنا - الجيش الشعبي) الموالية للرئيس فيكتور يوشينكو. ومع انسحاب عضويين فقط منه، أصبح عدد النواب الموالين للائتلاف الحاكم مساوياً لعدد نواب قوى المعارضة البرلمانية الموالية في أكثريتها لروسيا. وبدأ في كييف تناقل الأحاديث حول إقالة رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو.

ونشأ وضع غريب داخل البرلمان الاوكراني (الرادا)، حين سارع إيغور ريباكوف، النائب في تكتل يوليا تيموشينكو إلى توزيع بيان في بداية جلسة البرلمان يعلن فيه الانسحاب من الائتلاف النيابي الموالي للحكومة. وموضحاً أن الدافع الكامن خلف قراره هذا هو خيبة أمله في عمل حكومة تيموشينكو. وعلى الفور ورد بيان مشابه من يوري بوت، النائب من (أوكرنيا بلدنا - الجيش الشعبي).

وإثر هذا أنهى رئيس البرلمان ارسيني ياتسينيوك الجلسة، لأنه لم يعد معنى لمواصلة البرلمان عمله، إذ كان نواب حزب الأقاليم المعارض يحاصرون المنصة أصلا.

وفقد الائتلاف، الذي كان عدد أصواته حتى يوم الجمعة الماضي 227، إمكانية تمرير القوانين الأمر الذي يتطلب توفر أغلبية بسيطة بـ226 صوتا.

وحاول الرئيس الأوكراني يوشينكو، مداراة المفاجأة التي فجرها هذا الانسحاب الذي من شأنه تفكيك الائتلاف البرتقالي، فأعلن من روسيا أن انسحاب النائبين من الائتلاف لا يشكل مسوغا قانونيا للتحدث عن انهياره.

ويجمع المحللون الآن على أن الجميع سينتفعون من الوضع البرلماني الناشئ في كييف. إذ إن تكتل يوليا تيموشينكو حصل منه على فرصة جيدة للإعلان عن وجود مؤامرة والتحول إلى صف المعارضة المناسب جدا اليوم. أما حزب الأقاليم المعارض فسيحاول اغتنام الفرصة من أجل الدعوة مجدداً لتشكيل ائتلاف جديد واسع مع (أوكرانيا بلدنا - الجيش الشعبي) وتكتل ليتفين، بينما سيصبح الرئيس يوشينكو الذي يبدو كمن أسقط في يده الموجه لكافة مفاوضات تشكيل حكومة جديدة تفرض عليه التعايش مع خصمه العنيد فيكتور يانوكوفيتش.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد