ليس من الصدفة أن يقوم العاهل الإسباني (خوان كارلوس) بزيارة لبلادنا في الآونة الأخيرة ويجتمع بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ثم يقوم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-..
... ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارة لإسبانيا بعد ذلك بعدة أيام، فالعمق التاريخي وكون المملكة وإسبانيا محورين أساسيين في منطقة كل منهما، إضافة إلى التقيد بالقيم واحترامها هو الذي يؤصل للعلاقات بين البلدين الكبيرين، وقد كانت زيارة ملك إسبانيا للمملكة ناجحة وقد مهد هذا النجاح بالإضافة إلى ما أصدره مجلس الوزراء عشية زيارة سمو ولي العهد لإسبانيا حول تفويض سمو ولي العهد الكريم توقيع اتفاقية تفاهم في مجال الدفاع مع إسبانيا إلى نجاح زيارة سمو ولي العهد إضافة إلى البرنامج الحافل الذي أعد للزيارة ولقاءات سموه مع كبار المسؤولين الإسبان كرئيس الوزراء ورئيس البرلمان ووزير الخارجية، وهو أمر ليس بمستغرب على شخصية ولي العهد؛ فصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام يعتبر من رموز السياسة في بلادنا منذ توليه المسؤولية كأمير لمنطقة الرياض ثم رئاسة الحرس الملكي ثم وزيراً للزراعة ثم وزيراً للمواصلات ثم وزيراً للدفاع والطيران، ثم نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ثم ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والطيران - أمدّ الله في عمره- كما أن لسموه نشاطاً إدارياً بالغاً الأهمية؛ فهو رئيس اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري ونائب رئيس المجلس الأعلى للبترول ونائب رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى ونائب رئيس مجلس الأمن الوطني ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الخطوط السعودية والمشرف على هيئة حماية الحياة الفطرية، وقد عرف سمو الأمير سلطان بملازمته لإخوانه الملوك وإجلاله لهم، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، فجميعنا نسمع ونشاهد ما يبديه سموه في كل مناسبة من عبارات الاحترام والتقدير لخادم الحرمين الشريفين. وفي هذا الإطار نورد الموقفين التاليين اللذين حصلا لسموه مع الملك فيصل:
الموقف الأول: سئل الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله- عن سبب مرافقة سمو الأمير سلطان له في رحلاته الخارجية فكان جواب الملك فيصل الذي عرف بالحكمة وسعة الأفق هو كالتالي: ( لأنه رجل يعينني على نفسي..) وهو دليل على ثقة الملك فيصل فيه واطمئنانه إليه.
الموقف الثاني: كان سمو الأمير سلطان يرافق الملك فيصل في حضور أحد مؤتمرات القمة في المغرب وقد حدث خلال انعقاد المؤتمر وفاة والدة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - يرحمهما الله- ووالدة سموه فقدم سموه إلى الرياض لحضور الجنازة والعزاء، ثم عاد مرة أخرى إلى المغرب لتكملة أعمال المؤتمر مع أخيه الملك فيصل وهو دليل على القدر الكبير من الاحترام والتقدير الذي يكنه لأخيه الملك فيصل.
كما عرف سموه رعاه الله باعتزازه بالقوات المسلحة ومحبته لها وبافتخاره بالإشراف عليها، وعمله الدؤوب في سبيل تطويرها وتقدمها وهو ما حصل والحمد لله؛ فقد وصلت قواتنا المسلحة بأفرعها الأربعة (القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي) إلى المرحلة التي يتطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسموه -حفظهما الله- إلى وصولها إليها حيث أصبحت قواتنا المسلحة بالإضافة إلى القطاعات الأخرى كالحرس الوطني بقواته الباسلة وقوى الأمن الداخلي المخلصة في أهمية الاستعداد للدفاع عن ديننا ووطننا.
كما عرف عن سمو الأمير سلطان حبه للخير والبذل ومساعدة المحتاجين من المواطنين وغيرهم، ولهذا الغرض فقد أنشأ مؤسسة باسمه لهذا الغرض هي (مؤسسة سلطان الخيرية) ولذلك استحق سموه لقب (سلطان الخير) كما منح وساماً دولياً في هذا الخصوص.
فدمت سالماً معافى يا ولي العهد الكريم، وعوداً حميداً لأرض الوطن.
فاكس: 4032285