Al Jazirah NewsPaper Friday  13/06/2008 G Issue 13042
الجمعة 09 جمادىالآخرة 1429   العدد  13042
عكازة الشيخ في حفل جلاجل!!!
محمد أبو حمرا

كنت ضمن المدعوين لحضور حفل تكريم المتفوقين في مدينة جلاجل بسدير لهذا العام، وقد أذهلني حفل أهل جلاجل الذي يختلف في تناوله وطريقة تقديمه عن مناسبات أخرى؛ وذلك لأنه جاء بتنظيم راقٍ ومرتب لحظة بلحظة، وكأنهم قد أجروا البروفات لعدة مرات، ولكن الذي لفت نظري ونظر الكثيرين من الحضور هو وجود رجل له وجه بشوش وفي يده عكازة يتوكأ عليها ولا يعتمد عليها دائماً، فرأيته يتنقل من مكان إلى مكان آخر وهو يتحرك حركة الشباب ولكنه بعقل هدوء الممارسين لحياة التنظيم والترتيب، وكثيراً ما نسي عصاته قرب أحد الكراسي حينما يجتمع بمجموعة من الشباب الذين سيشاركون أو سيرتبون الحفل، فيقوم أحد الشباب ويلحق بالشيخ ليعطيه عكازته التي نسيها، فيلتفت إليه مبتسما وهو يقول:

- أووه نسيناها، شكراً لك.

ويبدو لي أن استعماله للعصا جاء مؤقتاً وكأنه لم يتعود عليها؛ وإلا لما صار ينساها عدة مرات!!!

ولما حضر سمو محافظ المجمعة كان ذلكم الشيخ في مقدمة المستقبلين له، ومع ذلك لم يجلس لحظة واحدة، فهو أمام الأمير أو عند مسرح الطلبة ومقدم الحفل، أو في مكان آخر يهمس في أذن أحد المسؤولين عن الحفل، وأحياناً يشرف على البحث عن مكان لضيف مرموق جاء متأخراً، وهكذا طوال الحفل لم يهد له بال وابتسامته لم تهدأ، ومن رأى هذا الشيخ يظن أنه أسعد الناس بهذا الحفل الذي يكرم الطلاب والطالبات في مدينة جلاجل، وعندما انتهى الحفل وقام الضيوف إلى المائدة لم يجلس بالرغم من إلحاح كبار الضيوف عليه بذلك، لكنه كان يقف عند كل مائدة ليرحب بالجالسين عليها ويوصي بهم خيراً لخدمتهم.

عرفت أن الشيخ عبدالعزيز بن علي الشويعر (أبو زكي) وقد أخذ على عاتقه مهمة التكريم من بدايته حتى نهايته، لذلك فهو كالنحلة التي تحوم ولا تستقر، بحثاً عن الأزهار الندية في دوحة جلاجل التي هي منشأه ومكان شبابه.

عجبي يكمن في كيفية تنظيم ذلك الحفل الذي خرج من قاعته المدعوون وهم في غاية الانبهار، حتى إن الأطفال الذين أنشدوا للوطن كان نبرات أصواتهم وتوقيت مخارج الكلمات واحداً وكأنهم متمرسون في هذا الشأن، أو كأنهم ممتهنون له.

والأكثر جمالاً هو أن شباب جلاجل أنفسهم هم الكشافة، وهم المستقبلون، وهم الذين يقدمون الضيوف ويحتفون بهم على موائد العشاء؛ مما يضفي جواً من المحبة والألفة على الجميع..

فعلاً كان حفلاً جميلاً كجمال جلاجل وأهلها وشلالات الجبل التي زرعت بالورد.

فاكس 2372911


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7257 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد