Al Jazirah NewsPaper Friday  13/06/2008 G Issue 13042
الجمعة 09 جمادىالآخرة 1429   العدد  13042
شعب مهووس بالقروض!
منيف خضير

لست مقتنعاً بأن 5542 أسرة سعودية اقترضت من بنك التسليف بداعي الظروف الصعبة خلال الثلاث سنوات الماضية - كما أشار لذلك موقع البنك على الإنترنت - من حساب إبراء الذمة؛ قروض البنكية بأنواعها هوس اكتوى بناره الغالبية من أفراد الشعب السعودي - وأنا منهم - ....

....بدواعي كثيرة ليسفال من بينها الظروف الصعبة فقط. والاقتراض حق مشروع لكل فرد، ولست هنا في موقف المعترض عليه. أيضاً من حق كل فرد أن يقترض من أجل الاستثمار والأسهم والتجارة وغيرها، ولكن ما يحز في النفس فعلاً هو ما يروجه البعض عن نسبة الفقر وعن المبالغة في غلاء الأسعار وغير ذلك. وكأننا نعيش فوق فوهة بركان يغلي وننتظر انفجاره، صحيح أن هناك فقر وبطالة ومشاكل أعاني منها شخصياً على مستوى عائلتي - حتى لا يقول قائل لم تجربوا - ولكن الأمر ليس بهذا السوء، وقارنوا إن شئتم بالدول الخليجية المجاورة والتي يتغنى بها الغالبية ممن يهولون الأمور!

وعموماً أشعر أنني خرجت عن صلب موضوعي وهو الهوس بالاقتراض دون وجود مبررات علمية ودون وجود حاجة ملحة. دعونا نتحدث عن أصدقاء نعرفهم جيداً، أحدهم اقترض من أجل أن (يكشخ) في الصيفية في بلدان الله الواسعة.. وهذا والله من حقه، ولكني أشفق على هؤلاء، وعلى غيرهم ممن يطول انتظاره في طابور بنك التسليف بسبب هؤلاء، وكثير من المقترضين لو أُتيحت له الفرصة لماطل في السداد.. وبعضهم اقترض وصرف نقوده كيفما اتفق، ثم اكتوى بنار قرض استمر خمس سنوات، فما الفائدة؟!

والبنك - أيها السادة - له أبعاد أبعد مما تتصورون، ويهدف على المدى البعيد للمساهمة بدور فاعل ومؤثر في مسيرة البناء والتنمية خصوصاً بعد صدور نظامه الجديد في العام 1427هـ بواسطة القروض التي تقدم لرعاية المنشآت الناشئة ولأصحاب الحرف والمهن دعماً لهم وكذلك لتحسين أوضاع الأسر المحتاجة وذلك عبر 26 فرعاً للبنك في المملكة - ليس من بينها محافظة رفحاء بالطبع -. وبغض النظر عن ما سبق فإنني أشيد بتوجيهات إدارة التطوير الإداري في البنك بعقد برامج لإرشاد المبتدئين في المشاريع سواء التجارية أو التعليمية وغيرها. وقد بدأ البنك فعلاً بعقد هذه البرامج وهي مهمة لتوعية الشباب والشابات بالخطوات الصحيحة التي تكفل إمكانية الاستفادة من القروض، وأمراً آخر لا يقل أهمية عن ما سبق وهو ضرورة دعم البنك وخصوصاً في حساب إبراء الذمة، ولا يخفى على البعض أن رأس مال البنك هو ستة آلاف مليون تدفعها وزارة المالية.

وأدعو الإخوة في بنك التسليف للتفكير جدياً بكيفية إقراض العاطلين عن العمل بضمان القيام بمشاريع تجارية تساعدهم على نوائب الدهر، ولكن كيف؟ لا أدري. وكل ما أعلمه أن الشاب المنتظر للوظيفة أهم وأحوج للقرض من الموظفين.



mk4004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد