مقدمة: تطرق بالكتابة عن هذا الموضوع أكثر من كاتب ما بين شاعر وناقد، وكم دار الحديث عنه في المجالس فهو تراثنا الأصيل.. لاسيما وأن الشعر كان في حقبة من الزمن الماضي هو الوسيلة الرئيسة في نقل وتصوير الأحداث حيث لم يكن هناك أي وسيلة سواه.. وما يتناقله الرواة، ورحم الله القائل: |
الشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة |
فإنما هو تقسيم وأوزان |
لو تأملنا هذا البيت وأمعنا النظر فيه لوجدنا أن هناك فرقاً ما بين صدره وعجزه من حيث المعنى، فصدر البيت يصور الشعر بمعناه الحقيقي، أما عجزه فيعني العناصر التي تقوم عليها القصيدة وهي (الوزن والقافية) ولأن الحديث عن الشعر فإنه يمكن القول بأنه: (هو ذلك الشعور الذي من خلاله يعبر الشاعر عما يختلج في نفسه من واقع تجربة أو حدث معين). ولذا فإن الشاعر يرتكز في بناء قصيدته على عدة عناصر أهمها:- |
العاطفة (الشعور الوجداني): مثل قول جميل بثينه. |
لقد خفت أن يغتالني الموت عنوة |
وفي النفس حاجات إليك كما هيا |
ومثله في الشعر الشعبي قول الشاعر - عبدالله العليوي عليه رحمة الله: |
يمك حداني الشوق ماني مخير |
واللي حداه الشوق معذور لو صاح |
|
|
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته |
وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا |
ومثله في الشعر الشعبي قول بندر بن سرور: |
من كثر ما جربت واقبلت واقفيت |
قولة هلامن لايودك مهونه |
لغة وصور: مثل قول امرئ القيس: |
مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً |
كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل |
وفي الشعر الشعبي: قول محمد القاضي في وصف القهوة والتي منها البيت: |
صبه بدلة مولعٍ كنه الساق |
مصبوبة مربوبة تقل غرنوق |
عاطفة وحكمة ولغة: مثل قول المتبني: |
وحيد من الخلان في كل بلدةٍ |
إذا عظم المطلوب قل المساعد |
وفي الشعر الشعبي: مثل قول ابن عمار في ألفيته التي مطلعها: |
ألفٍ اولف من كلامٍ نظيفي |
ودموع عيني فوق خدي ذريفي |
الخيال: ومن العاطفة يتولد الخيال وهو عبارة عن الصور الخيالية التي يضفيها الشاعر على القصيدة حسب مضمون القصيدة وسعة أفق الشاعر ومقدرته الشعرية، ومتى اجتمعت أكثر من واحدة ارتقى مستوى القصيدة حتى تصل إلى حد الإبداع. |
|
الشعر سبك وحبك واحساس وشعور |
فنٍ وتصويرٍ وروحٍ وتعبير |
أشكال وأنواعٍ على أصناف وبحور |
قتلٍ ونقضٍ للمعاني وتصخير |
وختاماً أسأل الله بأن أكون قد وفقت ولو بنزر يسير في الكتابة عن هذا الموضوع وكما قيل: (مالا يدرك كله لا يترك جله)، وعلى المحبة نلتقي. |
فهد بن عبدالعزيز الرميان- بريدة |
|