أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني
يرعى صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية عصر يوم الأربعاء القادم حفل تخريج الدورة التاسعة عشرة من الضباط الجامعيين والدفعة الرابعة والعشرين من طلبة الكلية.
وقال مساعد قائد الكلية اللواء عيسى بن إبراهيم الرشيد في حديث خاص ل(الجزيرة) إن رعاية سموه تُعدّ تشريفاً ووساماً يعتز به منسوبو الكلية وخريجوها، ويبعث فيهم روح السعادة، ويقوي عزائمهم على الارتقاء بالأداء إلى الأفضل. كما أوضح أن ما يشهده الحرس الوطني من تطور هائل في كل المجالات يعكس حقيقة دوره العسكري والحضاري. ولا شك أن تخريج دورة جديدة من الضباط الجامعيين ودفعة جديدة من طلبة الكلية يُعدّ لبنة جديدة في صرح الحرس الوطني وقواتنا المسلحة، وكل إضافة لهذه القوات تعني مزيداً من القوة التي تحقق الأمن والسلام. وأضاف: إذا كان تخريج الضباط من أهم واجبات وإنجازات الكلية فإن بناء العقول وشحذ الهمم وصقل المواهب هي الأسس الذي يقوم عليها منهج العمل في هذا الصرح؛ فلقد استطاعت النخبة الوطنية المخلصة العاملة في هذه الكلية أن تحقق تكاملاً فريداً وتوازناً دقيقاً بين متطلبات الإعداد العسكري؛ فكانت حصيلة الخريجين ثرية ومتنوعة، تتوزع بين أصول المعرفة العسكرية وقواعدها. وأشار إلى أنه لم يغب عن ذهن القائمين على إعداد الخريجين لحياة الاحتراف العسكري أن مجالات تأثير المتغيرات العالمية ليست محصورة على الثقافة والتعليم، أو محدودة بالسياسة والاقتصاد، وإنما امتد تأثير هذه المتغيرات أيضا ليشمل المجال العسكري، محدثاً به نقلة كبرى وقفزة هائلة لها دلالاتها العميقة على شكل القوة ومضمونها. وأضاف أن المنهاج العام لإعداد الضباط بالكلية يعمل على تنمية الصفات القيادية لدى الطلاب، ويؤكد على انضباطهم العسكري وإحساسهم الذاتي بالواجب والمسؤولية، كما يزود الطلاب في الوقت نفسه بالعديد من المعارف التي تجعلهم قادرين بعد تخرجهم على التعامل مع مختلف المواقف والظروف. مشدداً على ضرورة التمسك بالأخلاق الفاضلة والسلوك السوي؛ ليكونوا أهلاً للثقة التي منحتها لهم قيادتهم، وليكونوا قدوة حسنة لمرؤوسيهم.
نص الحوار
* بمناسبة رعاية سموه الكريم لهذا الحفل، ما مشاعركم؟
- لا شك أن هذا شرف عظيم لكلية الملك خالد العسكرية أن يشرفنا في هذا الحفل صاحب السمو الملكي الأمير الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز؛ باعتبار أن سموه هو الأب الروحي لكلية الملك خالد العسكرية؛ فحضوره بلا شك شرف عظيم للكلية ومنسوبي الكلية.
* ما تخصصات الجامعيين الخريجين في هذه الدفعة؟
- الجامعيون مجموعة تخصصات: في المجال الطبي والحاسب الآلي والثقافة الإسلامية والهندسة.
* كيف يتم القبول في الكلية؟
- كلية الملك خالد العسكرية كباقي الكليات، يتم القبول عن طريق لجنة قبول تُشكّل، وهي المسؤولة عن الإعلان وإجراء المقابلات مع الطلبة والتقديرات، ويتم اختيار الطلبة لياقياً، ثم المقابلة الشخصية، وبعدها يتم اختيار الطلبة المتفوقين للكلية.
* ما مدى التوسع في القبول هذا العام؟
- القبول في الكلية مثل كل السنوات، والكلية تستوعب خريجي الثانوية العامة كل سنة؛ حيث تقبل أعداداً كبيرة جداً؛ فكل سنة هناك توسع وزيادة في القبول، والتوسع يعتمد على خطة الحرس الوطني واحتياج قطاعات الحرس الوطني لهؤلاء الضباط.
* ما خطة الكلية من الناحية التعليمية؟
- نحن نعمل دائماً على وضع خطط تطويرية لمناهج الكلية بصفة مستمرة من حيث إدخال المناهج على طريق التعليم الإلكتروني، ونحن مركزون على التعليم تركيزاً كاملاً، وبدأنا بالفعل في التطبيق وإدخال عدد كبير جداً من المواد العسكرية والمواد الأكاديمية في التعليم الإلكتروني، وسوف يكتمل هذا التطوير قريباً في جميع المواد بإذن الله في الأعوام القادمة.
* ما خطة التدريب والتأهيل على الواقع؟
- التدريب بلا شك مهم جداً، فعندما يأخذ الطالب أي مادة يدرسها ويطبقها في الميدان، فبعدما ينتهي من تعلمها داخل القاعة يطبقها في الميدان، وبعد الميدان عندنا تمارين سنوية فيبدأ تطبيق جميع ما تعلمه تطبيقاً كاملاً على أرض الواقع. وهناك زيارات مستمرة تقيمها الكلية لطلبة النهائي لمشاهدة ما سيقابلونه إن شاء الله في المستقبل في الوحدات.
* كم عدد التمارين الميدانية التي تعطى للطالب خلال دراسته؟
- التمارين الرسمية داخل الكلية عددها ثلاثة تمارين رسمية نهاية كل عام، وكل مستوى له تمرين يُطبق فيه جميع ما درسه الطالب، طبعاً هذا خلاف التمارين الأسبوعية والتمارين اليومية، ففي الحقيقة حياة الطالب ما بين القاعة والميدان مكثفة حتى يستوعب خطط المعركة والقيادة.
* معنى ذلك أن هناك تمارين بالذخيرة الحية؟
- التمارين بالذخيرة الحية أمر ضروري، ونحن نكثف ذلك لهم في السنة الأخيرة، وتطوير التمارين مستمر، منه ما هو قائم ومنه ما هو تحت الدراسة، والتطبيق يكون بالذخيرة الحية قبل التخرج.
* ما علاقة كلية الملك خالد العسكرية بالكليات الأخرى؟
- إن كلية الملك خالد العسكرية من ضمن منظومة الكليات العسكرية، وهي ضمن مجلس الكليات؛ حيث نجتمع سنوياً مع زملائنا قادة الكليات الأخرى ونتشاور فيما بيننا، وبدأنا بالفعل تطبيق كثير من المواد وتوحيدها ما بين الكليات العسكرية؛ فكلية الملك عبد العزيز الحربية تعتبر أقرب الكليات إلى كلية الملك خالد العسكرية بتدريباتها وتطبيقاتها. الآن بدأ توحيد كثير من المواد مثل التفكيك والإشارة والملاحة والأسلحة، بدءا بتوحيد حركة المشاة توحيداً كاملاً؛ لأن الحرس الوطني والجيش عبارة عن قطاع واحد، والتطبيق يجب أن يكون موحداً. بالأمس استمعنا وشاهدنا مناورة مشتركة، وكان من ضمن المشاركين لواء من الحرس الوطني، فهذا يدل على أنه يجب أن يكون التوحيد مستمراً فيما بيننا.
* هل هناك تعاون بين كلية الملك خالد العسكرية والكليات الأخرى من خارج المملكة؟
- نحن نستفيد من الضباط الذين نبعثهم لأخذ الدورات خارج المملكة؛ فأي ضابط يسافر خارج المملكة ويأخذ دورة إذا حضر نستفيد من المعلومات التي اكتسبها من الدورات، وعندنا قسم كامل باسم تطوير المناهج واجبه تحليل هذه الدورة وأخذ المفيد منها ووضعها في المناهج وتطويرها.
* إلى أي مدى اهتمامكم بالكوادر التعليمية وتطويرها؟
- تطوير مستمر، وابتعاث الضباط إلى داخل المملكة وخارجها مستمر، وكذلك الكوادر الأكاديمية؛ فعندنا عدد كبير من أعضاء التدريس المؤهلين علمياً من حملة الدكتوراه، وكذلك عندنا عدد لا بأس به من الذين أكملوا دراساتهم وهم في الطريق إلى الكلية.
* هل يمكن القول إن الكوادر التعليمية في هذه الكلية كلهم سعوديون؟
- إن كوادر التعليم أقدر أن أقول إن 99% منهم سعوديون، أما الكوادر العسكرية فهم 100% سعوديون تخطيطاً وتعليماً، كلهم سعوديون.
* هناك اجتماع يعقد بين قادة الكليات العسكرية، ما مدى فائدة تلك الاجتماعات على الكليات؟
- لا شك أن الاجتماعات لها فائدة كبيرة جداً؛ إذ تقرب الكليات بعضها ببعض.
الاجتماعات تقرب الكليات وتزيل كثيراً من الأمور والمشكلات أو تطرح الأفكار الجديدة والاستفادة مما يدور داخل أي كلية من تطوير مفيد فنتبادله؛ فالاستفادة كبيرة جداً.
* هناك بعض للكليات اقتصرت في قبول الطلاب فقط على خريجي الثانوية العامة العلمية، فما توجه كلية الملك خالد العسكرية؟
- ثبت عندنا في الكلية أن هناك بعض الطلبة الأوائل من حملة التخصصات غير العلمية من التخصصات الشرعية والأدبية، وهم من الأوائل، علماً بأن التعليم في كلية الملك خالد العسكرية لجميع الطلبة علمي وأدبي في جميع الأقسام.
فالطلبة الذين كانوا من تخصصات شرعية وأدبية قد نجحوا في المواد العلمية وكانوا من الأوائل. فالتوجه مستمر على ما هو عليه إن شاء الله.
* معنى هذا أنكم تقبلون خريجي الثانوية العامة علمي وأدبي وشرعي؟
- إن شاء الله نستمر على ما هو عليه من قبول الجميع من علمي وأدبي وشرعي.
* هل هناك استراتيجية معينة في تطوير مناهج الكلية؟
- في كل يوم يوجد تطور في العالم كله، وكل يوم هناك تغيير في الأفكار، وفي الحياة العسكرية، فيوجد لدينا قسم كامل باسم تطوير المناهج؛ فالقسم هذا يعمل تقريباً (24) ساعة، وكل سنة يوجد عندنا إعادة دراسة المواد العسكرية وكذلك المواد الأكاديمية؛ فهناك تطوير للمواد العسكرية حسب ما تردنا من الضباط الذين نبتعثهم للخارج في الدورات وحسب ما تعلموه هناك.
* هل هناك خريجون من دول شقيقة في هذه الدفعة؟
- نعم يوجد في هذه الدفعة طلبة من اليمن الشقيق، ونحن نبارك لهم على تخرجهم وحسن أخلاقهم؛ فقد قضوا في هذه الكلية ثلاث سنوات مع زملائهم.