أنا فخورة بك جداً أيها الملك عبدالله
إحساس اغتمرني وكأني امرأة قادمة من أساطير ألف ليلة وليلة..
رأيتني وأنا هناك أمام شاشة تعتمر حائطاً عريضاً في وسط منزلي..
امرأة ترقب هذا الحراك التاريخي، هذه الرسالة الجديدة التي تقول لكتب التاريخ ولأحبار المؤرخين.. أن تعالي اكتبي.. فهنا ثمة تاريخ يستحق التوثيق.. وهنا عمل يستحق الوقوف له..
** خرجتُ من كتب التاريخ، تجاوزت كل الحروب والمعارك وحزّ الرقاب وإسالة الدماء حتى تتلون الأنهار بلونها القاني..
تجاوزت كل حرائق بغداد ومياه دجلة والفرات العكرة بالحبر والدم المراق..
تجاوزت معارك الصليبيين وقفزت في الهواء لأنقذ عينيّ من رؤية فلسطين وجنوب لبنان وحاولت أن أحذف من ذاكرتي صور الأكراد وصبرا وشاتيلا ومخلفات هيروشيما وحروب السيخ والبنجاب وجيوب الصرب والموت في أواسط آسيا.. وعلى تخوم البصرة..
** في قصر الصفا.. ونفحات البيت العتيق الذي وضع للناس مزاراً ورحاباً آمناً.. تهب على المتحاورين..
جاءت كلمة مدوية القيم المشتركة التي دعت إليها الرسالات الإلهية ستكون هي الطريق إلى الآخر..
هي الوسيلة.. للتعايش وقبول بعضنا بعضاً بقواسم مشتركة..
كانت وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لجنده.. أن أبقوا العابد في صومعته..
** إنها قبول الآخر والسماحة مع القيم السماوية المشتركة وفتح البوابات واسعة لقبولنا بعضنا بكل اختلافاتنا.. مع بقاء حق كل منا أن يعيش وفق ما يريد وفي القيم التي اختارها مهما تناقضت مع الآخر لكنها الحرية في ممارسة كل منا قيمه الخاصة طالما أنها لا تتعارض ولا تتماس مع حقوق الآخر..
** حق للآخر مثلما هي حق لك.. لا بد أن نعي أن الملك عبدالله يوم أمس الأول قد قال كلمة تاريخية.. لأنها إيذاناً بوعي وفهم لحقيقة القيم المشتركة بين بني البشر.
سلم القيم متشابه عند الشعوب، الفضيلة والعفاف والأمانة والصدق والخير والشرف.. منظومة قيم مشتركة لنبدأ منها في مشروع علاقتنا بالآخر وحتماً من خلالها سنجد الكثير من المساحات التي بإمكاننا أن نتقارب ونتبادل الخبرات والمنافع والمصالح لكل الشعوب..
** إنني حقاً وبكل حماسة.. أشعر في دخيلتي أنني امرأة تتسربل بأردية طويلة.. طويلة.. تسير في أزمنة التاريخ.. ورفوفه.. تتجاوز الاختلافات الصغيرة.. تبحث في القيم المشتركة لتؤسس نظرة جديدة تجاه العالم..
** أيها الملك السعيد.. لقد رُزقت الحكمة.. فلك الحق أن تهنأ بها ويهنأ بها شعبك.
Fatemh2007@hotmail.com