أجد نفسي مضطراً إلى العودة لموضوع تجارة المخدرات بعد الإعلان الرسمي عن تفكيك رجال الأمن عصابة ترويج وتهريب المخدرات في حفر الباطن. جهود مشتركة استباقية بين رجال المديرية العامة لمكافحة المخدرات وحرس الحدود أدت إلى إحباط مخطط تهريب كميات كبيرة من الحبوب المخدرة وتفكيك تسع من عصابات التهريب.
تنشط هذه الأيام تجارة المخدرات وترويجها في أوساط المراهقين تزامناً مع اختبارات نهاية العام. تمتلك عصابات المخدرات شبكات من المروجين المحترفين تضمن لها الوصول إلى الطلاب والطالبات في أماكن تواجدهم.
المناطق الحدودية المتاخمة للدول غير المستقرة أمنياً باتت هدفاً للمهربين، واختيار (حفر الباطن) ممراً لعبور المخدرات ما كان بالأمر العارض.
بعض جماعات التهريب الإيرانية تحولت من استخدام ممرات الخليج العربي إلى البحر الأحمر قاطعة مسافات طويلة لضمان الوصول إلى السوق السعودية.
إلقاء حرس الحدود السعودي واليمني القبض على مراكب التهريب الإيرانية في مياه البحر الأحمر يؤكد خطورة الموقف وإصرار منظمات التهريب استهداف المجتمع السعودي بغض النظر عن المخاطر المتوقعة. استهداف الشباب وتدمير النشء باتا يمثلان الهمّ الأول لمنظمات الإجرام الدولية؛ ما يجعلنا أكثر قناعة بأن ما تقوم به عصابات التهريب والترويج تحت إغراء المال وتجارة المخدرات، رغم خطورته، ليس إلا الحلقة الأضعف من منظومة التدمير الكبرى التي تقف خلفها منظمات دولية ربما كانت على علاقة مباشرة بجهات استخبارية.
استهداف الشباب من الجنسين هو استهداف لكيان المجتمع الذي يعتمد في بقائه على مستقبل أبنائه وبناته الأصحاء.
جهود رجال الأمن ومكافحة المخدرات، حرس الحدود، الجمارك والإدارات الحكومية الأخرى ربما احتاجت في حربها على عصابات المخدرات إلى دعم خبراء الأمن القومي وجهودهم التي يمكن أن تثمر عن نقل حرب مكافحة المخدرات من داخل المملكة إلى خارجها.
محاربة المصدر في موقعه بالوسائل الاستخبارية، الأمنية، الاقتصادية، الدبلوماسية يمكن أن تحد من حجم السموم المصدَّرة إلى السعودية.
ازدهار تجارة المخدرات، و إغراق السوق السعودية بأنواعها، واستغلال حدودها البرية والبحرية الشاسعة يمكن أن يهدد نجاحات رجال الأمن المشهودة؛ ما يجعلنا أكثر مطالبة بنقل حرب مكافحة المخدرات إلى مواقع إنتاجها، وتصديرها، أو إعادة تصديرها إلى السوق السعودية، وتتبع الجهات الدولية التي تقف خلف دعم تجارة المخدرات في المجتمع السعودي.
الحرب على المخدرات يجب أن تفتح أبواباً غير تقليدية إذا ما أردنا لها النجاح الشامل، ضمان النتائج، وحماية البلاد والعباد من شرور المهربين، ومنظمات التدمير الدولية.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244
f.albuainain@hotmail.com