أبها - واس

تشهد منطقة عسير هذه الأيام حركة متواصلة استعداداً للصيف حيث تمَّ تجهيز المتنزهات التي تزخر بها المنطقة بأحدث وسائل الراحة الحديثة.. ويُعد منتزه عسير الوطني الذي تمّ إنشاؤه عام 1401هـ أول منطقة محمية للنباتات والحيوانات البرية وأول منتزه وطني على مستوى المملكة حيث يغطي مساحة قدرها 455.000 هكتار وهو عبارة عن منظومة من المنتزهات تحت مسمى: (منتزه عسير الوطني) للحفاظ على البيئة الطبيعية في المنطقة ويوفر مجالاً فريداً للنزهة يجمع بين المنجزات العصرية المتقدمة في مجال إنشاء المنتزهات والبيئة المتميزة التي توجد في عسير وبين جبال شاهقة ومنحدرات حادة ووديان عميقة وغابات كثيفة وسواحل مرجانية مع ما فيها من مصادر للمياه ومنابت لأنواع معينة من النباتات التي لا تنمو في غير هذه المنطقة وطيور جارحة وحيوانات عديدة وحوالي ثلاثمائة نوع من الطيور.

وقد روعي في إنشاء هذه المنتزهات الحفاظ على الطابع التقليدي للمنطقة واستخدامه في المواد المستخرجة منها ويقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية بمنطقة عسير التي تتميز عن سائر مناطق المملكة بخصائصها البيئية الرائعة.. فجبالها الشامخة المكونة من الصخور البركانية والمعروفة بالدرع العربي قد تكونت في نفس الوقت الذي تكونت فيه بنية جبال الألب.. وقد تسببت الحركات الجيولوجية في زحزحة غطاء هذه الكتلة إلى أعلى ليصل ارتفاعها إلى 3000 م فوق سطح البحر يغطي هذه الكتلة غطاءً نباتياً كثيفاً يغلب على أنواعه أشجار العرعر المعمر ويتدرج هذا الغطاء النباتي في كثافته ونوعيته من ساحل البحر الأحمر غرباً إلى قمة جبل السودة شرقاً.

وتميزت هذه المنطقة بطقسها اللطيف نتيجة للارتفاع ولهبوب الرياح الموسمية ومن خلال التنوع الفريد المتدرج من شاطئ البحر الأحمر إلى السهل الساحلي فتهامة فالجرف فقمة الجبل إلى تنوع أنماط المعيشة والحياة الاجتماعية لهذه المنطقة التي تزخر بكثافة سكانية كبيرة.. وقد كان منتزه عسير أول منتزه وطني على مستوى المملكة في منطقة عسير التي تنفرد بكل المعطيات سعياً وراء حفظ مظاهرها الطبيعية والعملية وإبراز الأمثلة النموذجية لتراثها وثقافتها لتستمتع به الأجيال في الحاضر والمستقبل وخلال فصل الصيف وبينما تكاد تذوب بقية أجزاء المملكة في درجة حرارة تبلغ حوالي 49 درجة مئوية نجد أن درجة حرارة منتزه عسير الوطني ما إن ترتفع 29 درجه مئوية في وسط النهار حتى تبدأ في الانخفاض إلى 15 درجة مئوية بقية النهار وخلال الليل وكما شرعت الدراسات والتصاميم منذ عام 1976م وبدء التنفيذ في منتصف عام 1979م وتم فتح أبوابه لاستقبال رواده في عام 1981 كما تبلغ مساحة المنتزه 455.000 هكتار وبلغت تكلفة إنشائه ما يناهز 60 مليون ريال.

كما أدخلت التقنية الحديثة بهذا المنتزه من خلال إنشاء العربات المعلقة التلفريك لتصل بزواره إلى منتزه العوص برجال ألمع حيث يوجد متحف رجال ألمع والمكتبة التراثية والقصور الأثرية الشامخة.

كما أن فرصة الاستثمار لرجال الأعمال ما زالت قائمة لإنشاء مشروعات سياحية.. وأما منتزه الحرابي فيقع في محافظة خميس مشيط على بعد 4 كيلومترات من وسط مدينة الخميس ويقع على وادي الحرابي غرب شارع الملك فهد العام الذي يصل منطقة عسير بمنطقة نجران وهو مجهز بجميع الخدمات التي يحتاجها الزائر مع الحفاظ على طبيعته.. وأيضاً لا ننسى منتزه المراث الذي يبعد حوالي 8 كيلومترات من وسط الخميس وقريب جداً من مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة ومتوفر به جميع الخدمات الأساسية والترفيهية مع الحفاظ على خصوصية الطبيعة الجميلة به.. وهذا المنتزه وسابقه تم إنشاؤهما من قبل بلدية محافظة خميس مشيط.

وأما منتزه الحبلة فيبعد بمسافة 50 كيلاً عن مدينة أبها ويمكن الوصول إليه عبر طريق معبد مع مشاهدة المناظر الطبيعية على طول الطريق.. ويقع جزء من هذا المنتزه في هوة عميقة تتراوح ما بين 170-300م وكانت الوسيلة الوحيدة لانتقال ساكنيها هي الحبال.. وقد تم نقلهم منذ زمن إلى قرية الملك فيصل الخيرية.

ومنطقة الحبلة من أهم مناطق الجذب السياحي لما تتميز به من قطوع في الجبال بشكل عمودي وعلى ارتفاع يزيد عن 2000م فوق سطح البحر وإلى جزء من تهامة المنطقة التي افتتح المشروع السياحي بها ومشروع القطار الهوائي التلفريك بالإضافة إلى الوحدات السكنية الخاصة بالمشروع السياحي.