وأخيراً تقهقرت تلك المرأة التي كادت أن تحكم أقوى دولة في العالم، ولم يكن أكثر الناس حنكة يعلم إلى أي مدى من التهور كان يمكن أن ترتكب في العالم بأكثر مما هو فيه من الحماقة، فآثرت الاعتراف بهزيمتها من قبل خصمها الأسود باراك أوباما، ربما لتبدأ بحياكة أمر آخر يضمن ترسّبها في السلطة أو على الأقل مجلس الشيوخ.
ماطلت كعادة النساء وحتى آخر لسان انتخابي بالولايات، دون جدوى، بل إن الكثيرين خاصة بالإعلام الأمريكي قد بدؤوا بتوجيه ألسنة السخرية إلى إصرارها المستميت بالالتصاق بمقعد الحكم، لدرجة أن البعض منهم بدأ يلمح لاحتمالية استمرارها بخوض المعركة الانتخابية حتى بعد تنصيب السناتور أوباما رئيساً للولايات المتحدة..!
انتهت حقبة آل كلنتون نهاية محزنة وسريعة ولم تعمر كآل بوش والذين استمروا على رأس الأبيض قرابة الـ 12 عاماً، ولكنهم وعلى الرغم من ذلك قد يتشبثون ببعض المناصب الشرفية والتي لا أظن الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش سيقبلها بعد تسليمه مفاتيح البيت الأبيض لأوباما.
من الجهة المقابلة يطل علينا أحد رجال بوش الأقوياء والمرشح الجمهوري جون ماكين، والذي أكثر ما يخشاه حال فشله، هو نهاية مستقبله السياسي، حيث سيكون النقطة السوداء للحزب الجمهوري على مر العصور، ففشله يعني إزاحة الجمهوريين وتربع الحزب الديمقراطي على سدة الحكم الأمريكي لفترات طويلة حسبما أعتقد، لا سيما بعدما أطلق قادتهم العنان لأفكارهم (الجمهورية) القاتمة لتتحول إلى واقع مرير ساد العالم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ولتعجز أن تجد شخصاً واحداً غير أمريكي المنشأ يؤيد الحزب الجمهوري بعد أن أثبت فشله الذريع في أن يكون الجهة القانونية التي تُلجم (شرطي العالم) كما يحبون أن يصفون بلادهم والتي أفعالها جعلتها تقترب من الفوز بلقب (جلاد العالم)...!
almamlaka@hotmail.com