لم تكن الطريقُ طويلةٌ، لكنه السفر والسهر؛ يجمعان المتعة والتعب، ويطيب معهما بوحٌ وتأمل، ينقل الشرق للغرب، ويلتقي فيه نطق الحب بنطاقِ الحرب.
** سامرْته رغم المسافة الفاصلة بين جيل تُغازله الشيخوخة وجيل يلوِّح له الشباب، ورغم قربهما فقد عدت حكايات أبيها أساطير تستأنف ما بعد الليالي الألف خاليةً من شهريار وشهرزاد.
** في الحوار مع الصِّغار دهشة؛ فربما حسِب بعضُنا أنهم غائبون عن وعي المرحلة فإذا هم داخلها بفكر ناءٍ عن إسقاطات الهزيمة التي لا تزال تبحث عن عرّابها، وأنّى لها.
** حكى شيئاً فحكت أشياء، وظن أنه يفهم فوجدها تحكم وتحلم دون أن تتلوث بخلفيّات الخوف والحيف، وأدرك أن غدها مختلف وإن بدا صعباً حين يقودُه جيل مأزوم يريد لأبنائه وأحفاده ألاّ يخرجوا من دائرة التِّيه.
** لم يفهم جيلُنا أن يُطلب من آبائه ترخيص لامتلاك الدراجة العادية، ولن يفهم الجيل الحالي أن في الأوصياءِ عليه من يفكر بالنيابة عنه؛ فيسعى لعزلهِ عن اتخاذ قراراته، وسلوك مساراته.
** يتبدل الإيقاع سريعاً، ويبقى المغنِّي وحيداً، ويستطيع العازف في الصفوف الخلفيّة إخفاء النجم في الواجهة الأماميّة.
** في الأفق جيل لم تلوثه الأدلجة ولم تلغه البرمجة، وقد مضت (أو كادت) أفكار القمع والمنع، ومن شاء أن يقرأ الغد فليتأمله في عقل ناشئ.
* الأمس لا يعود.
Ibrturkia@hotmail.com