واشنطن - د ب أ
اقترب السيناتور الديمقراطي باراك أوباما خطوة كبيرة لأن يصبح أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، لكن منافسه القادم، الجمهوري جون ماكين، وهو بطل مشهور في حرب فيتنام، قد يحدث مفاجأة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني - نوفمبر المقبل. لقد كانت ليلة أوباما أمس الأول الثلاثاء.
واحتفل سيناتور إلينوي بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له أمام حشد مبتهج يقارب 40 ألفاً من انصاره في مدينة سانت بول بولاية مينسوتا بعد معركة قوية استمرت خمسة أشهر مع هيلاري كلينتون.
وتعهد أوباما (46 عاماً) بتوحيد البلاد وإحداث تغيير في الثقافة السياسية في واشنطن. لكن من غير الواضح ما إذا كان أوباما سيتمكن حالياً من تركيز جميع جهودة على ماكين. إذ لم تعترف كلينتون بنتيجة الانتخابات الثلاثاء بالرغم من أن أوباما تخطى عدد المندوبين المطلوب لترشيح الحزب له وهو 2118 مندوباً. ومع حصول ماكين على ترشيح الحزب الجمهوري له قبل ثلاثة أشهر فإن أوباما لم يعد أمامه الكثير من الوقت ليفقده. وقد بدأ سيناتور إلينوي في طلب تبرعات لحملته الانتخابية وحشد حزبه حوله ورسم إستراتيجية للانتخابات العامة.
وقال ماكين أمام حشد من مؤيديه في مدينة نيوأورلينز بولاية لويزيانا: (إنها بالتأكيد انتخابات تغيير.. ولكن الاختيار بين التغيير الجيد والتغيير السيئ... بين التحرك إلى الأمام، والتحرك إلى الخلف). وتقدم كلمات أوباما وماكين الليلة الماضية الخطوط العريضة للحملة القادمة بالقاء الضوء على الاختلافات الرئيسية في السياسة والشخصية.
وفي حال فوزه سيصبح ماكين (71 عاماً) أكبر رئيس أمريكي، يبدأ فترة رئاسته الأولى بينما سيصبح أوباما، نجل أب كيني وأم بيضاء من كانساس، في حالة فوزه أصغر القادة الأمريكيين. ويتبنى أوباما سياسية (أفكار جديدة للتحديات التي نواجهها).
ورفض ماكين انتقاد أوباما له الذي تكرر مراراً بأن التصويت لماكين يعتبر تصويتا لفترة ثالثة للرئيس جورج بوش الذي لا يتمتع بشعبية. وأشار إلى قضايا مثل التغير المناخي ومعاملة المعتقلين في قضايا إرهابية والانفاق الحكومي المحدود وهي قضايا لا يتفق فيها مع الرئيس الحالي. كما أسهب ماكين أيضاً في الإشادة بهيلاري كلينتون أكثر من الإشادة بسناتور شيكاغو.
وقال ماكين إن الخبراء والمجالس الانتخابية للحزب أعلنوا أن أوباما سيكون منافسي، أما هيلاري فتستحق احتراماً كبيراً لصلابتها وشجاعتها، كما قال. فيما شدد أوباما على أهمية الحكم الصائب على الأمور وأعاد التركيز على السياسية الخارجية الأمريكية بالابتعاد عن الحرب في العراق والتهديدات الأخرى والتطرق إلى معالجة الاقتصاد المتباطئ بشدة في الداخل.
وقال أوباما: لقد أمضى جون ماكين وقتاً كبيراً في التحدث عن رحلات للعراق في الأسابيع الأخيرة لكن ربما في حالة لو أمضى بعض الوقت في زيارة المدن والبلدات التي تأثرت بشدة من هذا الوضع الاقتصادي.. سيفهم نوع التغيير الذي يتطلع إليه الشعب الأمريكي.