نادت رعود السحب طهرك وانثنت |
ثكلى يُضيء البرق سيل دموعها |
بكت السماء عليك دهراً كاملاً |
حتى تفجرت البحار بنارها |
والطير تصرخ أين عائشة التي |
ملكت دموع المزن قبل هطولها |
ودعا لها الأقصى ولبت طيبة |
وبكت مآذن مكة صلواتها |
والشمس لم تُشرق علينا بعدها |
فكأنها خجلى تداري دمعها |
والبدر أوصى نجمه متلثماً |
لا تظهروا للناس قبل قدومها |
حتى خزازٌ بل ووادي رمة |
سألا حزومَ الرّس عن أحوالها |
ودنا الربيع إليَّ يشكو عبرةً |
ثم ارتمى بيدي وتمتم ما بها؟! |
والنوم من عيني سرى متخفياً |
وأتى السهاد بسيف حجاج لها!! |
فالبيت قبر والأسرة لحدها |
والنوم موت واللحاف كفانها |
حتى فراشك لم يعد متبسما |
فقد الأنيسة وانزوى لبكائها |
فالبيت دون ضياء وجهك مظلم |
أنت الرواق لبيتنا وعمادها |
أماه كلٌّ في الحياة يحبكم |
كل يناجي الله رباه اشفها |
حتى العصافير التي أطعمتها |
صفّت وصلّت كي تناجي ربها |
أماه صبراً ثم صبراً قالها |
طه الأمين وياسر قد صانها |
طارق بن راشد الغفيلي |
محاضر في جامعة القصيم |
|