لا أدري لمَ يصرون على فكرة الموت؟
ابتدأ صلاح فضل وصرح بوضوح أن البلاغة العربية ماتت.. وأتى الغذامي ليقرر أن النقد الأدبي مات. وتلاهما حمزة المزيني ليثبت دون تردد موت النحو العربي..
البلاغة والنقد والنحو أصول في العربية وموتها يعني موت العربية ما لم يكن هناك وريث يحمل المهمة ، فهل هناك وريث يؤدي الدور ذاته؟
فكرة صلاح فضل تفترض وريثاً للبلاغة هو النقد لكن الغذامي أماته دون تردد فنحن قوم لا بلاغة لديهم ولا نقد ولا أعلم كيف سنقرأ الإبداع إن حرمنا البلاغة والنقد؟!
والغذامي كذلك يفترض وريثاً للنقد الأدبي لكنه وريث غير شرعي هذه المرة وهو النقد الثقافي لنبقى أمام سيل من الأسئلة التي ترفض الإجابة.
مع المزيني لا وريث إطلاقاً؛ فالنحو العربي لم يخطر له على بال أن يموت يوماً ولذا لم يفكر في قادم يؤدي الدور من بعده.
لمَ فكرة الموت حاضرة أصلاً؟ إن كان فضل قرّر أن يستغني عن البلاغة فهذا شأنه وهو حر في أن ينطلق حيث شاء كيف شاء لكن لمَ يحكم عليها بالموت؟ الحال نفسها مع صاحبيه، فتقرير موت علم من العلوم له تبعات خطيرة وهذا الموت يفترض وجود بديل مناسب يفي بالغرض ويؤدي المهمة وهذا غير متوافر لا مع البلاغة ولا النقد ولا النحو.
ترى لو مات النحو العربي فكيف سنتحدث؟
ليت أساتذتنا خلقوا الحياة بدل الموت.