المعارض الشخصية في مجال الفن التشكيلي توجه جمالي جميل من قبل الفنان التشكيلي أو الفنانة التشكيلية أيضاً وهو بلا شك مطلب بل إن المعرض الشخصي للفنان ربما يكون النافذة الأهم التي من خلالها يطل الفنان على الساحة وهو المحطة الأهم أيضاً في مسار الفنان وتواصله مع العطاء والإبداع ثم أن المعرض الشخصي يمنح الفرصة للفنان أن يطرح نماذج عدة لتجاربة وله الحرية في ما يعرض وطريقة العرض أيضاً بعيداً عن المعارض الجماعية وإشكالاتها والتي كما نعلم لا تمنح الفرصة للفنان أن يقدم كل ما لدية.

ومن هنا كان من الواجب على الفنان أو الفنانة أن يولوا حكاية المعرض الشخصي الأول كل العناية والاهتمام لأنه هو الإطلالة الأولى على الساحة التشكيلية برمتها بما في ذلك النقاد والمختصين والتشكيلين والمتلقي وكل من له اهتمام بهذا الرافد الجمالي بشكل عام، وعلى الفنان أن يحشد كل مقوماته التقنية والفنية ورؤاه وأفكاره وكل معطياته الجمالية والثقافية ليقدم نفسه بشكل يفرض الاحترام والتقدير ومن هنا أيضاً فإن مسألة الكيف في المعارض الشخصية تبدو هي الأهم وهي المطلب أما أن الفنان أو الفنانة بعد كل فترة بتنفيذ معرض شخصي ليكون رقماً جديداً يضاف إلى سابقة من معارض فهذا في اعتقادي لن يضيف جديداً لهذا الفنان لأن واقع الحال ومعطيات الفترة تتطلب الدقة في الطرح وعدم التكرار واجترار التجارب السابقة.. أنا لا أعترض من حيث المبدأ على المعارض الشخصية لكنني آمل أن يقدم كل معرض شخصي للفنان تجارب جديدة وحلول معاصرة ومعطيات جمالية وتقنية وأفكار تتلاءم مع المرحلة أيضاً أما أن يطرح الفنان التجارب والمعطيات السابقة كمعرض شخصي جديد فهذا أيضاً هو الحال المائل وكم لاحظنا وجود فنانين كبار أداء وسناً لاتكاد معارضهم الشخصية تتجاوز أصابع الكف الواحدة بينما نجد أسماء جديدة وصغيرة سناً قدمت من المعارض الشخصية ما يفوق عمرها الزمني، عموماً المعارض الشخصية للفنان هي عبارة عن محطات ومراحل يقدم الفنان من خلالها نفسه في كل مرة بشكل يؤكد تطوره وتنامي عطاؤه ونضجه تقنياً وفكرياً وجمالياً وأن يقدم من خلاله نقله نوعية جديدة في عطائه كي يثبت من خلالها الفنان أنه يسير في طريق الإبداع والعطاء الواعي.