لم يكن وجود صفحات للفن التشكيلي بجريدة الجزيرة لملء فراغ بقدر ما أتت بقناعة تامة من رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بهذا الفن وبما سيتحقق له في المستقبل، فالصفحات التشكيلية الأسبوعية المتخصصة في جريدة الجزيرة ولدت وترعرعت ونافست إلى أن حققت الريادة وكان لها دور كبير في المطالبة بتأسيس جمعية التشكيليين التي أقرت بعد انضمام الثقافة للإعلام وقناعة المسئولين بأهميتها.
هذا الاهتمام من ابو بشار لم يتوقف عند تخصيص هذه الصفحات بل امتد إلى أن يزرع الثقة (بل المسئولية) لدى محررها منذ ان وجه بانطلاقتها بشكل مستقل عن الصفحات الفنية، فكان لهذه الصفحة في الجزيرة (الجريدة) وفي الملحق (المجلة الثقافية) الصادرة يوم الاثنين أن تواكب كل جديد في الساحة بل كانت السباقة في رصد كل حدث تشكيلي وفي مقدمتها افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للمعرض التشكيلي السعودي المقام بمناسبة زيارته إلى ألمانيا الذي أعدته وزارة الخارجية إضافة إلى كل المناسبات الوطنية التي يكون للفن التشكيلي موقع ومساهمة ومنها اليوم الوطني وذكرى البيعة مع ما تضمنته من متابعة لكل الأنشطة التشكيلية الجماعية والفردية وطرح القضايا ذات العلاقة وتحليل المعارض واستكتاب أقلام نقاد معروفين، إلى آخر منظومة المناسبات الجميلة بجمال الوطن.
ان كتابتي لهذه الأسطر التي تسبق اعتزامي إعداد رصد لكل ما قدم في تلك الصفحات بمناسبة قرب إكمالها الخمسة والعشرين عاما كصفحات متخصصة ليس من باب مدح الذات أو المنّة ولكن لشكر (أبو بشار) صاحب الفضل في إصدارها إضافة إلى أن ما دفعني للحديث اليوم يأتي بعد لقائي به بحضور الزميل عبد الرحمن العليان مدير عام شركة مقامات للفنون الجميلة عند زيارته لرئيس التحرير لتنفيذ فكرة تقدم بها (أبو بشار) لتجميل مبنى هيئة الصحفيين بلوحات الفنانين السعوديين سيكون لنا استعراض شامل عنها، حظيت في هذا اللقاء بحديث الأستاذ إلى تلميذه بأن الهدف من الصفحات التشكيلية في الجزيرة يأتي تقديراً واعتزازاً بهذا الفن الذي يجد الدعم من الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام ومن القطاع الخاص مشيراً إلى أهمية التوازن في ما يقدم في الصفحة من مواد لتشمل مختلف المبدعين مع تركيزه على ان تعطى المواهب الشابة المساحة المناسبة لدعمهم وتشجيعهم، مضيفاً توجيهه الممزوج بالثقة للمحرر (كاتب السطور) أن نمسك العصا من منتصفها بين النقد وبين الإشادة وأن يعطي لكل ذي حق حقه، هذه العبارات التي يخص بها رئيس التحرير الصفحات التشكيلية تعني أن اهتمامه موزع بين كل الصفحات إلا أن هذه المتابعة في نظري وتلك العبارات وغيرها مما لا تسمح المساحة باستعراضه حول فهمه لهذا الفن محلياً وعالمياً يؤكَّد ما لهذا الإبداع من مكانة في وجدانه يحق لنا أن نذكرها في وقت لا يجدها غيرنا في صحف أخرى، وبهذا الحجم من القناعة. فهنيئا للفن التشكيلي بأبو بشار وبدعمه له.
MONIF@HOT MAIL.COM