Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/06/2008 G Issue 13032
الثلاثاء 29 جمادى الأول 1429   العدد  13032
نوافذ
الأسئلة
أميمة الخميس

تزامنت الحادثتان المأساويتان لكل من الشاب الموهوب مهند أبو دية، والمبدعة التي كانت تشجر المكان بوعودها (هديل الحضيف)، والكثافة الإعلامية التي رافقت الحادثين، أحالنا إلى طبيعة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن. وبالتأكيد الميدان يحوي المئات من مهند وهديل، ولكن لم يتوفر لهم القنوات الإعلامية التي تنقل الشكوى وتعكس طبيعة الخدمات الصحية المتردية التي تقدم للمواطن محلياً.

لا أعتقد في الوقت الحاضر أن وزارة الصحة بحاجة إلى المزيد من الأصوات الإعلامية المتذمرة والساخطة, فالميدان يغلي وندر أن تخلو صحيفة محلية من خبر يتقصى الكثير من مواقع الخلل والقصور بشكل يومي.

بدليل أن وزارة الصحة تحاول أن تمتص حالة الجيشان الشعبي عبر إعلان توضيحي نشرته الصحف مؤخراً حول اتفاق وزارة الصحة مع عدد من المستشفيات الخاصة بهدف استقبال أي من حالات الولادة الطارئة وستتكفل وزارة الصحة بدفع التكاليف، وأيضا ستتكفل الوزارة عبر سياراتها الخاصة بنقل المصابين بين المستشفيات، والإعلان يبدو أنه حبة أسبرين لميدان يعاني من مرض عضال، فالسؤال هنا: لما لم ينشر الإعلان أسماء المستشفيات التي تستقبل الحالات الطارئة من المواطنين؟ وما طبيعة التنسيق مع الهلال الأحمر فيما يخص بالحالات الإسعافية على اعتبار أنه جهة رسمية بإسعاف المصابين والمرضى ونقلهم للمستشفيات؟ وهل هذا خاص بمدينة الرياض أو يشمل سواها من مدن المملكة؟

وبعيداً عن حبة الأسبرين لابد أن نعترف هنا بأن وزارة الصحة ذاتها تعاني من المرض العضال الذي يعاني منه العديد من المؤسسات الحكومية, وزارة الصحة مكبلة بداخل الشبكة العنكبوتية التي تشل جميع المشاريع والخطوات الإصلاحية وبالكاد تجعلها تتحرك بالحد الأدنى من طاقاتها، هناك أرث بيروقراطي يقصي الخدمة عن متلقيها، هناك سدود ترتفع عاليا دون تحقيق الجودة النوعية للخدمات على الرغم من الميزانيات الهائلة التي تخصصها الدولة للخدمات الصحية.

وما كان مقدما قبل عشرين عاما قبل أن تتعقد المدينة وتصل الكثافة السكانية إلى حدها اليوم (حيث كان مركز صحي بدائي مسالم، وفزعات لنقل المصابين، ومستشفى يستقطب كل الحالات يفي بالغرض) لم يعد يلبي متطلبات المدينة المترامية الأطراف.

الخدمات الصحية تأن تحت ثقل الكثير من المعوقات، وما لم تكن هناك تحركات إسعافية سريعة نحو تفعيل نظام التأمين الصحي, وخصخصة الكثير من القطاعات في الخدمات الصحية، وإنقاذ الخدمات الصحية من دهاليز الروتين والبيروقراطية، فقد تكون السنوات القادمة محملة بالكثير من المآسي والكوارث الصحية. رحم الله هديل الحضيف وأسكنها فسيح جنانه، ومتع الشاب المبدع الموهوب مهند جبريل أبو دية بتمام الصحة والعافية.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد