Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/06/2008 G Issue 13032
الثلاثاء 29 جمادى الأول 1429   العدد  13032
ما هكذا تورد الإبل يا دكتور الحسيب!
عبدالإله بن سعود السعدون

أطل علينا الدكتور خير الدين حسيب من شاشة قناة المستقلة كعادته ينظر لآرائه السياسية تحت ماركة غير قابلة للنقاش والتكذيب، وفرض نفسه أمام الشاشة الصغيرة وكأنه بطل المقاومة العراقية وموجهها السياسي، وكل معلوماته غير المؤكدة يلتقطها من التقارير الأجنبية الغربية منها والشرقية التي تملأ المواقع الاستراتيجية على الإنترنت. وإني لا أنكر على سعادة الدكتور حسيب ماضيه التعليمي حين فترة أستاذيته لكرسي الاقتصاد والتخطيط في جامعة بغداد وأفكاره الوحدوية آنذاك، إلا أن العصر تغير والأفكار تبدلت مع المستحدثات السياسية الإقليمية والدولية، وبقي د. حسيب يعيش الماضي بين جدران (معهد دراسات الوحدة العربية) الذي يمول من مصادر معروفة، يردد لها الثناء ويمجد في مواقفها الوحدوية دون الالتفات إلى ما حدث في مقر معهده الوحدوي في بيروت الذي أحس بالتأكيد كمراقب ما أصاب لبنان من ويلات وسحق للحريات من شقيقه الجار الوحدوي!

أؤكد لك يا دكتور حسيب وأنت مدير معهد دراسات استراتيجي عربي أن الإعلام الأمريكي بفضائياته وصحفه وكتابه ومعلقيه الاستراتيجيين كلهم يلتقون في منظومة صهيونية واحدة، وأنت تدرك ذلك جيداً منذ زُرعت إسرائيل في الجسد العربي بوعد إنجليزي ظالم ودعم أمريكي أعمى، ويحاول هذا الإعلام المأجور أمريكياً كان أم أوروبياً خدمة المصالح الإسرائيلية وتثبيت حقها في البقاء على أرضنا المسروقة وتشويه كل المواقف العربية المناهضة للدعوة الصهيونية من وجود إسرائيل والتمدد على حساب الأرض العربية، ومصدرك بوب هيستوود أحد هذه الأبواق الصهيونية، وللأسف يا أستاذنا المنظر أن تزكيه عن الكذب بدعوى تسقيطه لرئاسة نيكسون بقضية (ووترجيت)، وإنني كأي محلل سياسي عربي عايش هذه الفترة المظلمة من عمر الأمة العربية لا أستغرب أبداً مثل هذه الافتراءات على سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية أو أي بلد عربي يؤمن بحق الشعب الفلسطيني وبحقه العادل بإقامة دولة مستقلة على أرض فلسطين وضمان حق العودة لشعبه المهجر قسراً عن وطنه فلسطين بعد أن ضاع الحق وكثر الكذب والكذابون!

إنَّ نقل مثل هذه الافتراءات المشوشة للرأي العام العربي عن مواقف سياسية لبعض الشخصيات الوطنية الممثلة لبلادنا المملكة العربية السعودية يسيء إلى شخصيتك الوحدوية العربية؛ لأن مصدر هذه الأكاذيب هو الخيال الأزرق الإعلامي الذي يعشعش في عقول أعداء أمتك العربية، وبالتبعية البديهية أعداء أفكارك الوحدوية إن كنت تؤمن حتى يومنا هذا بها. وإني أتذكر قراراتك الاشتراكية التي أدت إلى تخريب الاقتصاد العراقي عندما نفذتها إبان حكم الرئيس عبدالسلام عارف بصفتك وزيراً للاقتصاد ولإيمانك بالاشتراكية المنهارة التي نتج عنها إفلاس معظم الشركات والمصانع، وكانت بداية لهجرة رأس المال العراقي إلى لبنان وإيران آنذاك، وبعد انتهاء عهد عارف إثر اغتياله بحادث الهليكوبتر الذي خطط له ونفذه أصدقاؤك الجدد البعثيون. وأستغرب جداً مباركتك لتوحد الجناح العراقي والسوري لتشكيل قيادة قومية بعثية واحدة، ولو افترضنا تجاوزاً اعتبارك مفكراً ومنظراً عربياً هل نسيت العبث البعثي لشعب العراق والتسلُّط العائلي للرئيس صدام حسين الذي أذاق شعبه صنوف القهر والاحتكار والتسلُّط، وأوجد أقذر أساليب الاغتيال السياسي، ورفع الوضيع، وغدر بالشريف، وأدى عهده غير العقلاني الذي يفتقر إلى أبسط أنواع الثقافة بالسياسة الدولية وأحال أرض العراق إلى محرقة دائمة بحروبه التي امتدت من الجار إلى الشقيق!

أتمنى عليك بحكم الأستاذية العلمية التي تتصف بها أن تبتعد عن نقل أكاذيب الغير أعداء شعبك العربي؛ لأني أخجل وأتردد من وضعك بالصف الأمامي من أعداء الأمة العربية وأنت مدير ما يسمى بدراسات الوحدة العربية!

محلل إعلامي - عضو هيئة الصحفيين السعوديين



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد